مصطفى الحاج حسين

تجوعُ أصابعي لكفِّ يدِكْ كجوعِ الوردةِ للندى والفراشاتِ للضوءِ تجوعُ أنفاسي لعُطرِكْ كجوعِ الموجِ للأرضِ والشراعِ للعواصفْ تجوعُ عيناي لمرآكِ كجوع النار للنَّسمةْ والأقمارِ إلى قُبلِ العاشقينَ تجوعُ قصيدتي لصفاتِكْ كجوعِ لغتي إلى المعنى والسماءِ إلى الغيمةْ تجوع روحي إلى جسدِكْ كجوعِ الشهقةِ إلى...
في صباحٍ مشمسٍ ، وبينما كان رئيسالمخفر ، ( أبو رشيد ) يجلس على كرسيه ، فوق المصطبة ، عند باب المخفر ، حيث كان يدخن ويتلهى بمراقبة القرية القريبة ، عبر منظاره الجديد وإذ به يلمح رجلاً قروياً يتّجه إلى العراء ، وحين ابتعد عن الأنظار ، تلفت يمنة ويسرة ، ثمّ رفع ( كلابيته ) على عجلٍ ، قرفص ، وخلال...
أكتبُ على جلدي أنا لستُ هنا كي لا أبحثَ عنّي وأطرقَ بابي أتخفَّى عن وجودي لكي لا تأتي روحي وتتلبّسَ أوجاعي ولأجلِ أن لا ينحشرَ قلبي بداخلي وينهالَ عليَّ بالأسئلةِ تفكَّكتُ عن كلامي تباعدتُ عن أنفاسي لا أريدُ الاجتماعَ بي ولن أنامَ مع نبضي ليلةً واحدةً أنا أشلاءُ الانهزامِ غبارُ تهدُّمي خطفت منّي...
منذ اليوم الأول ، لتعيينها مديرة للمؤسسة ، شعرت بانجذاب نحوها ، بهرني جمالها ، سحرتني لحظة صافحتها ، لذلك وقفت إلى جانبها ، رغم أنني كنت طامعا في استلام الإدارة . ما حاربت المدير السابق ، إلاّ لأحلّ مكانه .. ومع هذا مددت لها يد المساعدة ، أنا الذي كنت أضمر لها الشر ، يوم تسرّب خبر ترشيح...
- 1 - لِلَّتِي لا تَأتِي إِلاَّ مَعَ الكَلِمَاتِ لِلَّتِي شَاخَ الصَّمتَ عَلى شَفٍتِيهَا لِلَّتِي تَنحَرُ الآمَالَ بِسَيفِ التَّجَاهُلِ والَّتِي تَرِدُّ اِبتِهالَ الشَّوقِ صَدَىً كَلِيمَ النَّبَرَاتِ أُوَقِّعُ اِنتِحَارِي . - 2 - دَعِي عَينِيكِ تَنهِشُ قَلبِي وَاترُكِي...
أعلنت وزارة الترببة مسابقة لتعيين مدرسين للّغة العربية ، فسارع " تحسين " وقدّم أوراقه .. لقد مضى على تخرّجه سنتان وهو دون عمل . كان عليه أن يخضع لفحص المقابلة في العاصمة ، وحينما عاد كان متفائلاً ، لأنّ اللجنةالفاحصة سرّت من أجوبته ، ومما ضاعف من سروره ، إعجابها بقصيدته التي ألقاها...
وجعٌ في خاصرةِ الضُّحكَةِ ودمعٌ في عيونِ الرُّوحِ والنّارُ تعتلي قامةَ الكلماتِ وسكاكينُ تتلبّسُ الحنينَ إنّي أذرفُ أوراقَ نبضي وأرسمُ على شُبـَّاكِ موتي مصابيحَ الشّكوى ألتهمُ مرارةَ الذّكرياتِ من صحنِ الجرحِ العالقِ بدمي وأنا أصرخُ ملءَ اختناقي أنقذوني من نيرانِ صمتي الذي يداهمُ شرايينَ وقتي...
الدَّمعُ حِبرِي والأحرفُ مَخبَئِي والظِّلالُ دروبي والسَّماءُ مَرقَدِي الأبَدِيُّ هكذا قالَ الصَّمتُ حينَ نَطَقَ الحَجَرُ وأفضَى لقلبي بأسرَارِهِ وقلبي لا يخونُ الأصدقاءَ حتّى لو أَشْعَلَتْ ألسِنَتُهُم بَيَاضَ جَدَاوِلِي وَحَمَائِمَ دَفَاتُرِي أخَذتُ مٍنَ النّدى مِعطَفَهُ وَمِنَ النَّسمَةِ...
أنفَرِدُ بِمَوتِي أنقضُّ على نِيرَانِهِ لأرمِيها في قَعرِ الظُّلمَاتِ سأبقى بلا نِهَايَةٍ أموَاجِي تَرتَطِمُ بالأبَدِ وأحرُفِي تَسكُنُ الأيامَ تُنَازِعُ الجِبَالَ صَلابََتَهَا والنَّدى رَهَافَةَ البَوحِ كَتَبْتُ قَصَائِدِي بِحِبرِ الانتِظَارِ الحبُّ كانَ عَمِيقَ الهَمسِ سَاطِعَ اللهفَةِ وَاسِعَ...
أجمَلُ الدُّرُوبِ هي الَّتِي تُعِيدُنَا إلى الوطنِ مَهمَا كَانَتْ مُتَزَاحِمَةً بالعَوَائِقِ أو كَانَتْ مُعَبَّدَةً بالنَّارِ هي دُرُوبٌ نُسِجَتْ مِنْ دَمِنَا وَرُسِمَتْ بِصَلِيلِ الظًّمأِ على جَنَبَاتِهَا لَوعةُ الحَنِينِ وَمُرتَفَعَاتٌ مِنَ الأوجاعِ دُرُوبٌ تَبدَأُ مِنَ الظُّلمَةِ البَارِدَةِ...
تَهَدَّمَتْ خُطُوَاتُ الرِّيحِ وَتَضَرَّجَتِ الدُّرُوبُ بنِيرانِ النّدى وَتَعَالَتْ صَرَخَاتُ الشَّفَقِ على الغَيمِ لِيَزدَهِرَ بالحَنِينِ الأفقُ مَخنُوقُ الرِّحَابِ والأرضُ مَعصُوبَةُ الأجنِحَةِ تَمشِي الجِبَالُ على لَهفَتِي تَدُوسُنِي الأمنِيَاتُ واللَيلُ يَخمُشُ وِحدَتِي والأرَقُ يَتَسَلَّقُ...
أتَصَفَّحُ دَمعِي وأقرأُ تاريخَ النّارِ الوَجَعُ كانَ حُبْرَ القلبِ أكتبُهُ على فضاءِ آهتي والجرحُ بستاني أزرعُ فيهِ أشرعةً للروحِ وأنثُرُ في كلِّ الدُّروبِ مِزَقَ حنيني وبقايا صوتي وأهربُ أمامَ خُطايَ من ذنوبٍ سَتَقْتَرِفُ وجودي أنا رمادُ قصيدتي حينَ تهدَّمَتْ تحتَ أسوارِ الانتظارِ حاربتُ...
أتنصتُ على صمتي أصيخ السَّمعَ إلى موتي وأراقبُ تحركاتِ السُّكونِ لا مكانَ لروحي في جسدي لا متّسعَ لدمي في عروقي وأحلامي مُجَفَّفَةُ النَّسماتِ وقصائدي مصلوبةُ الحروفِ أحاولُ التًّقَرُّبَ منِّي أنْ أصادقَ بَعضِي لكنّ الماءَ لا يُبَلِّلُ ناري والسماءَ لا تفتحُ ذراعيها لأجنحتي أحاورُ خرابي أشاكسُ...
يَتَسَلَّقُني اليباسُ على كلِّ غصنٍ يحُطُّ العطشُ ويرفرفُ السَّرابُ حولَ دمي وأنا أمشي في زَحمَةِ الأوجاعِ أنادي .. فلا يُبصِرُني صوتي أتقدَّمُ فتنكمشُ الجِهاتُ أتلمَّسُ ذيلَ الخيبةِ في ضُحكَةِ الغُبارِ وأشُمُّ عبقَ المرارةِ يفوحُ من دربي المُحَلزَنِ الأرضُ ترجمُ عصافيرَها الأصدقاءُ يتزوَّدونَ...
الجِبَالُ تَمخُرُ عُبَابَ دمعتي والبحرُ يغوصُ في ناري والسّماءُ تَتَمَسَّكُ بأطرافِ لوعَتِي إنّي أخطُّ فوقَ الأبجديّةِ سَعِيرَ نبضي وأرسُمُ على شهوقِ آهتي سَلالمَ موتي أصعَدُ درجَ الغُربةِ أعتلي عرشَ الانهيارِ وأمدُّ عُنُقِي من نافذةِ الصّمتِ لأهتُفَ في رحابِ الاختناقِ أنا خريرُ العَدَمِ أعبُرُ...

هذا الملف

نصوص
278
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى