محمد بنيس

1. أشكر أولاً "مجلة الدراسات الفلسطينية" على مبادرتها بدعوة نخبة من المثقفين العرب للمساهمة في تأمل جماعي، يخص فلسطين اليوم. فكل من يرتبط بفلسطين والفلسطينيين يدرك مدى الضرورة المستعجلة لهذا التأمل وما يستتبعه من حوار. بل إن غيابه يبرز، بحد ذاته، التراجع المخيف للقضية الفلسطينية على صعيد...
من بين الأوضاع التي أصبحتْ تستـبدُّ باهتمامي، في السنوات الأخيرة، وضعيةُ المكتبة في البيوت. أتى اهتمامي بالأمر عفـوياً. زيارةٌ، ثم زيارةٌ تتلـوها زيارةٌ لبيوت أصدقاء وأقرباء، لاحظتُ خلالها افتقادَ البيوت لمكتبة. بيوتُ مهندسين، أطباء، صيادلة، محامين، مدراء شركات متوسطة وكبرى، رجال أعمال. بـيوتٌ...
1. عاصفة العنف التي تهبّ، هنا وهناك، تستدْعي الوقوفَ مرةً تلو أخرى عند مسألة الموْقف من الثقافة في العالم العربي. هذا رأيي باختصار. في غمْرة عاصفة العُنف التي تتضاعفُ شراستُها، يستبدّ الحل الأمني بأصْحاب القرار في العالم العربي، كما في كل مكان يهجُم عليه العنف. لكن الوقوفَ عند مسألة الموقف من...
1. عاصفة العنف التي تهبّ، هنا وهناك، تستدْعي الوقوفَ مرةً تلو أخرى عند مسألة الموْقف من الثقافة في العالم العربي. هذا رأيي باختصار. في غمْرة عاصفة العُنف التي تتضاعفُ شراستُها، يستبدّ الحل الأمني بأصْحاب القرار في العالم العربي، كما في كل مكان يهجُم عليه العنف. لكن الوقوفَ عند مسألة الموقف من...
أنا الأندلسيُّ المُقيمُ بيْن لذَائِذ الوْصْلِ وحَشْرجَاتِ البَيْنْ أنا الظَّاهِريُّ القُرطُبِيُّ الهًاجِرُ لِكُلِّ وزارةٍ وسُلطانْ أنا الذِي رُبِّيتُ بين حُجُورِ النِّساءِ بين أيْدِيهِنَّ نَشأْتُ وهُنَّ اللَّواتِي عَلمنّنِي الشّعرَ والخَطَّ والقُرآنْ ومن أسْرارِهِنَّ عَلمْتُ مَا لاَ يَكادُ...
كانت بدايةُ الثمانينيات علامةً صامتةً على رغبة شخصية في ترجمة «رمية نرد» إلى العربية. علامةٌ ملقاةٌ في صيغة ملاحظة مكتوبة، بيد، مرعُوبة، يدي، في كرّاس صغير. كانت القصيدة تحت بصري. الصفحاتُ والعنوانُ تلمع. وجسدي يستقبلُ هذا الضوءَ الفريد. كنتُ أعامل هذه الرغبة بما هي عرَضٌ من أعراض النزوع إلى...
كان أبو عامر حسن الوجه كامل الصّورة كانت الشوارع تخلو من العابرين يتعمّدون الحضور إلى باب داره في الشارع الآخذ من النّهر الصّغير على باب دارنا في الجانب الشّرقي بقرطبة إلى الدرب المتّصل بقصر الزّهـــراء كانت دارُهُ ملاصقةً لَنـا وكانوا يحضرون لا لشيء إلاّ للنظر منه أعرفكنّ واحدةً واحدةً يا...
لك هيّأت ليلةً بحنّائها هيّأت شُرفةً تقرّبني من رياحين فاس وقُلتُ لوشمةٍ ترقرقي نديّة فوق هبوب شوقها لك هيّأت وردةً هيّأتُ موجها ونُثارها وقلت لنعومة تشهق بيننا هي لك شعلةٌ أخرى لشفتيك لك هيّأت مسكاً وعنبراً ولُبان مزجتُ ملمساً بملمس وقُلت للشّفق أخ النّبيذ أنت أخي طر بي إلى حيث يمحو المعاني عشق...
هناكَ مغالطة في المعلومات التي تقدَّم لنا لتبرير مُجتمع يفتـقد المكتبة. يُقال لنا إن نسبة الأميين في العالم العربي مرتفـعة. لكنّي أرى أنّ الأخطرَ منْ هؤلاء الأميين، الـذين لم يدخلوا مدرسة ولم يتعلموا قراءة ولا كتابة، هُـمْ هـؤلاء الذين تعلّموا وأصبحُوا يمثلون نسـبة تقتـرب من نصف المجتمع، ومعَ...
1. يلزمني صمتٌ طويل، يطوي السواحل والآفاق، حتى يتوقف هدير الانفجار الذي أصاب بيروت، أصاب مرفأها، في وسط المدينة، بيروت. صمتٌ بحجم ما لا ينتهي من صدمة الفاجعة. لكأنني كنت هناك، على مشارف المرفأ، أطل من نافذة في عمارة أو أستمتع بغروب الشمس. انفجار أول، دخانه أحمر ممزوج بالرمادي القاتم اللون، ثم...
1 زيارة كوخ مارتن هيدغر في قلب الغابة السوداء بألمانيا، من أجمل هدايا الشعر. ذلك ما كنت أتمناه منذ عهد بعيد. ثم حان الوقت، وحدث ما لم أكن أتخيّل تحقيقه. كثيراً ما تهيأتُ لهذه الزيارة، خاصة بعد أن كنت زرتُ، في التسعينيات من القرن الماضي، غرفة هلدرلين في بيت النجار إرنست زيمير بمدينة توبينغن...
هذا الولدُ المفتون بليِّ عمامته بشعيراتٍ تضحكُ فوق الصُّدغين يغلّقُ بهو منامتِهِ ويُطاوعُ تغريبةَ عينين رماديّتين يرىَ أليافَ سحابٍ منشغلٍ بجدار البيت يرىَ شمساً تتسلسلُ في أحقاقِ نواعير الماء ممالك مسك اللّيل سواريَ تسمُقَ بالزِّلِّيج إلى الزّلِّيجِ إلى السقفِ النّجميِّ يرى خالاً يتعقّبهُ من...
أصبحتْ تستـبدُّ باهتمامي، في السنوات الأخيرة، وضعيةُ المكتبة في البيوت. أتى اهتمامي بالأمر عفـوياً. زيارةٌ، ثم زيارةٌ تتلـوها زيارةٌ لبيوت أصدقاء وأقرباء، لاحظتُ خلالها افتقادَ البيوت لمكتبة. بيوتُ مهندسين، أطباء، صيادلة، محامين، مدراء شركات متوسطة وكبرى، رجال أعمال. بـيوتٌ تفتقد المكتبات. بيوتٌ...
1. أناشيدُ في الليْلِ تغادرُ الحُقولَ شعْبُ الزّنوجِ من أقْصَى الصَّمتِ جاءَ حاملاً نُدوبهُ إلى مدينةٍ بلاَ مدينةٍ هَارْلِـمْ علَى عتبةِ مانْهاتَنْ هارْلِـمْ خلْفَ ناطحَاتِ السّحابِ في مانْهَاتنْ هارْلِـمْ هُنا السماءُ تتّسعُ تمْتدُّ تسْتريحُ فوْقَ سطُوحٍ واطئةٍ هواءٌ يرْفعُهَا إلَى أعْلَى...
في الحُبّ عَرفْتُ ُُاللانهايَةَ بَنيْتُ حياتِي اسْتحَالتْ قِطْعةً من الفَرَحِ نفَسٌ بعْدَ نفَسٍ حوْلي يَطوفُ عنْدَما أقْرأ ما كانتْ يدي خطّتْ أُحِسُّ الأصابعَ بِقُوّةِ النّشْوةِ تفيضُ ألْمسُ سُنْبُلاتٍ أَسْمعُهَا في صَدْري تَتَحرّكُ أتذَكّرُ ما كانَ صامِتاَ بدأَ مُحْرقاً تَجمّعَ في جُبّ...

هذا الملف

نصوص
41
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى