عبدالعزيز أمزيان

ها زيفي يحاصرني تتبلد فروتي في السديم ترتج سحب جسدي كزلزال فأتلاشى في نسلي ذرات أراقب انزلاقي لعلي أصفو من غيمي أقبع في طيني كالظل أرى زيفي ثانية في علانيتي ينزوي في دخان العمر أرى وشم صداي في صحن النهار أرطم وجهي في مرايا الروح أتمزق كزورق من خشب وأعود أنشد صفوي في ملاك يسكنني في طفل يكبر في...
على كراسي من خشب قبالة البحر كانوا يجلسون باسترخاء كأرجوحة في الهواء يحدقون في قرص الشمس كانت حمراء بلون البرتقال بنكهة قصيدة مرسومة على رضاب الموج تقرع سمعهم في وجوم كرنين أجراس في القرى البعيدة خلف ظلال الصمت وسكون الأنفاس وصخب الورد المسكون بالجمال كانوا يسندون ظهورهم على جدار الريح شبه...
هاهي ذي زرقة الشمس تشعل روحي بمواقد التيه ! أرفرف كنبع مطر ينهمر على السهوب في كفي.. فأومض كوجنة برد كلوح يتهادى في بركة ماء تسكنني رعشة الموج في خطوي.. فأتوه في أطياف الشجر كزورق.. كنشيد يسافر في أوراق التوت وأغصان البرتقال وزمهرير الأدواح أشاهد اهتزازي على نفحة الهواء في جسدي.. فأتمدد في تخوم...
من يقرأ (رسائل حب) للأديب والشاعر عبد العزيز أمزيان يحس ببوح رسالي وعاطفي يقل نظيره في زمن عز فيه هذا النوع من الخطاب وقد كان حتى حين الوسيلة المحورية الوحيدة للتواصل والتراسل وتقريب المسافة وتوطيد عرى التعارف والمشاعر والود. ومن هذه الرسائل ما اكتسى ملمحا فنيا وقيمة أدبية عبر التاريخ، وقد...
لماذا تأتينني بكل هذا النزيف كلما دار رأسي في أشلاء السحاب ؟ ! تركتك هناك تلملمين عمر الحكاية تسافرين الى خلوة الجرح تبلعين آهاتك الحزينة تحت قطار الصمت الرهيب تحت مدافن اللوعة القابعة في العتمة تحت براكين الرماد المتلاشي في العدم ورقا يتبعثر في الصدى لم لم يسمعوا أنين اندحار طفولتك كانت تكبر...
ليس ادعاء أو زعما، إنما هي حقيقة رائجة في المشهد السردي المغربي أن أقول: إن القاص أنيس الرافعي يشيد صروحه القصصية بتؤدة وأناة، وتأن وصبر، وينجز عوالمه السردية بإمعان وتدبر، وتفكير وتأمل، لذلك تأتي مقترحاته القصصية متينة الحبك، شديدة النسج، جيدة الصياغة، لا يشوبها اضطراب أو تفكك،أو يعتريها ضعف أو...
اللحن يسافر في الكون كشعاع يمشي في مفاصل القصيدة كنزق يوقد الكلمات من تخوم الذاكرة يرسم وطنا على جناح الريح يفرش الفرحة للغرباء حين تضيع الطريق في سديم الظلمة يجر موائد الولائم للعابرين حين يسقط الخريف أوراقا يابسة على رصيف العمر يلون المساءات على ضفاف الغيوم رحيقا للثكالى حين تنأى الفراشات في...
السماء ملبدة بغيوم داكنة. الطيور القريبة من سطوح العمارات تحلق- بوداعة- في أرجائها، ثم ترحل بعيدا في الأفق، وتغيب في السحب كما أنها تتلاشى. جلس –كعادته- على كرسي بلاستيكي جامد وبارد، والذي ينوي أن يستبدله بآخر وثير متحرك، حين تعيد له أخته مبلغا كبيرا، كان قد أعطاه قرضا لها .اشترت به عقد عمل...
في النهاية ماذا سيحدث؟ قالها لنفسه،وهو يتقدم بخطوات، أرادها أن تكون أكثر اتزانا،وأقوى ثباتا، صوب مريم التي كانت واقفة بباب بيتها ساهمة تنظر إلى السحب الداكنة في السماء.مريم أحبك.أطلق العبارة، ثم ابتعد قليلا، وهو يشهد صمتها الواجم على خطوط اللوحة في مرسمه..
لم يكن في نيته أن يتبع هواه ، وينقاد مع عاطفته ، فمن عاداته أن يظل يراوح مكانه، ولا يفكر في المضي بعيدا ،إذ - دائما- يترك بينه وبين الأشخاص الذين يلتقيهم مسافة، مهما بدا هؤلاء الأشخاص منسجمين مع ذاته ، ومتوافقين مع أفكاره، وهو تصرف تجذر في طبعه، وتأصل في سلوكه منذ مدة ليست قصيرة، لا يتكلفه ولا...

هذا الملف

نصوص
55
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى