محمد محمود غدية

تسير بهما مركب العمر فى بحر هادىء الأمواج، يلفهما الحب، لا تفارقهما السعادة، يدعوها للعشاء فى أفخر المطاعم، يتسكعان على أبسطة الفرح، وهما يقضمان أكواز الذرة المشوية، طفلان لايكبران، نحن نكبر ونشيخ حين نتوقف عن الحب، تشاركه الإفطار قبل ذهابه إلى العمل، يثق فى ذوقها الرفيع، وهى تختار لون الكرافتة...
دعيني أمر الى مقلتيك أسكب نجواى فى مسمعيك وأنشر حبى فى دوحتيك وأعبق العطر من راحتيك دعينى أمر الى مقلتيك ........ أقطف الورد من وجنتيك وأنهل الشهد من شفتيك وأرقص كالطير بين يديك دعينى أمر إلى مقلتيك .......... ألملم خصل الشعر .. المسافر فى كل الدنيا فى كفي وأشرب كأس الهوى .. من مقلتيك...
عيادة الطبيب النفسي مزدحمة بالمرضى، يجلس جوارها شاب أربعينى ، حلو المحيا أنيق الملبس ، تختفي عيناه خلف عدسات زجاجية ، إستشعرت نظراته الجوعى لها ، فى منتصف العقد الثالث ،تحتفظ بقوام جميل ، وجسد رشيق ، ومسحة من جمال هادئ ، ولأنها إعتادت قطع الوقت بالقراءة ، فقد وضعت الرواية و الحقيبة على المنضدة...
عيادة الطبيب النفسي مزدحمة بالمرضى، يجلس جوارها شاب أربعينى ، حلو المحيا أنيق الملبس ، تختفي عيناه خلف عدسات زجاجية ، إستشعرت نظراته الجوعى لها ، فى منتصف العقد الثالث ،تحتفظ بقوام جميل ، وجسد رشيق ، ومسحة من جمال هادئ ، ولأنها إعتادت قطع الوقت بالقراءة ، فقد وضعت الرواية و الحقيبة على المنضدة...
كان لا بد أن يكلل حبهما بالزواج، ويعيشا متعة التوافق والحياة المثلى، حتى برز لهما القدر من مكمنه، مكشرا عن أنيابه، معترضا طريقهما وهو لا يحالف إلا ليغدر، أخبرته وهى فى قمة فرحها عن حملها، يصرخ بوجهها لا بد من إسقاطه، مازلنا فى أول الطريق لم نبلغ بعد النجاح، لتصرخ من بين دموعها : أنه لا قيمة...
حين يتمدد الوجع فى كل ما نراه وتنغرس مدية الألم فى القلوب، تصمت موسيقات البحر، وكمنجات الأمطار ، وينطفئ البريق الذى يشع فى عيني إمرأة هجرها الحب، - من مفارقات القدر أننا نعثر على الحب أثناء بحثنا عن شئ آخر، فى إحدى المكتبات الكبرى بشارع طلعت حرب ، كان يبحث عن كتاب مهم أخبره البائع أن النسخة...
امتلأ ميدان التحرير عن آخره، شباب وشابات شيوخ وأمهات وأطفال، لافتات تحمل عناق الصليب والهلال، سيمفونيات من التآخى والحب، مكبرات الصوت تذيع أغنيات الشيخ امام واحمد فؤاد نجم : مصر يامه يابهية يام طرحه وجلابيه، الزمن شاب وانت شابه،هو رايح وانت جايه، هرج وتدافع كأنهم فى ساحة معركة، خيول وجمال...
تخرجت من كلية الإعلام قسم صحافة، تدربت فى إحدى المؤسسات الصحفية الكبرى، أحلامها كبيرة تلامس السحاب، الصفحة الفنية كانت البدايات أخبار الفن والفنانين والسينما والمسرح وأخبار النجوم، كارنيه الصحافة فخم تسهيل مأمورية حامله، فى أول عمل صحفى يحمل إسمها من خلال حوار مع أحد نجوم السينما، سيارة تحمل...
ألقى بنفسه فى بحر الحب،بطريقة الذوبان فى أول نهر يصادفه، وهو لم يتعلم بعد العوم، مستخدما عواطفه بطريقة مائة فى المائة، وعقله صفر فى المائة، فكان الغرق، بعدها إلتقى باإحدى العرافات وضاربات الودع، قالت : الحب مكتوب على كل البشر، لاينجو منه سوى القليل، كاد أن يشطرك نصفين، لكنك نجوت، العمر لديك...
أقام الأبناء والبنات والأحفاد الزينات والبلالين، والتفوا جميعهم حول تورتة عيد الميلاد، فاليوم تحتفل الجدة التي تفخر بسنواتها الخمسين، بعيد زواجها الثلاثين، أمسكت وزوجها السكين، التى غاصت فى التورتة، كأنها تغوص فى الزبد، وامتلئت الأطباق، بقطع التورتة والفاكهة، بعد شرب العصائر وتقبيل الجدة، التى...
لا أدري كيف توافرت لي القدرة على الكتابة اليك، أنت امرأة نجحت فى إجتذاب زوجي لبعض الوقت، وليس طول الوقت، بطلاء الوجه بالمساحيق والأصباغ، ولين الكلام وتدلل الأنثى، الرجل كالطفل يسأم اللعبة الواحدة، يملها ويذهب لغيرها وهكذا، أنت لست امرأة الحكايات والأساطير، لكنك امرأة يستهويها الحب تلك اللعبة...
يستشعرون غيابه رغم وجوده بينهم، تائه النظرات متجهم الوجه، يكتسى العبوس وجهه بعد أن كان فى نضارة الربيع، حتى رياضة الكلمات المتقاطعة إنقطع عنها وهى من الرياضات المحببة لنفسه، إجتمع الأصدقاء لبحث المستجدات التى طرأت على زميلهم حتى إعتناءه بمظهره لم يعد كما كان، تحيط به هالة من ضباب مصفر غير صاف،...
ماتت زوجة الكاتب الكبير، بعد صراع طويل مع المرض، وكأن الزوج يرفض أن تذهب زوجته وحدها، فقرر اللحاق بها بعد أسبوعين من رحيلها دون سابق مرض، هناك ألغاز مستغلقة على الفهم، كاتب متفرد، يتحلى بمهابة وفخامة، تزدادا إذا تكلم، صوته خفيض هامس، ينفذ إلى أغوار النفس بلا إستئذان، لايملك المرء أمامه سوى...
يقول محمود درويش : لا نصيحة فى الحب لكنها التجربة / لا نصيحة فى الشعر لكنها الموهبة، طبيب ناجح وعاشق للأدب،حياته مليئة بمشاعر الحب المتوهجة، زبون دائم فى مكتبات سور الأذبكية، يرى فى الكتاب، خير صديق والرفيق المسامر فى السفر، أحبها طبيبة حديثة التخرج مثله، بدأت علاقاتهما بالصداقة، ثم شبت فيها...
عاودتها آلام الكلى، بكت بشدة حين تذكرت زوجها، الذى رحل فجأة، دون مقدمات لمرض، كان خفيفا كالنسمة، لطيف المعشر، إبتسمت حين تذكرت دعاباته قائلا : كل من يراك فى صحبة إبنتك يقول عليكم : إخوات ! تعيش الوحدة وتتجرع المرارة دونه، حتى الأبناء زياراتهم متباعدة، كل منهم مشغول بأسرته، حتى الهاتف أصابه...

هذا الملف

نصوص
428
آخر تحديث
أعلى