أ. د. مصطفى الشليح

وكان يكفي يسيلُ الوقتُ نافذةً على وباءٍ يسلُّ الأرضَ لا تقفُ يشلُّ أفضيةً يكفي يشلُّ بها شكلا لكيْ تحملَ الأشكالُ تختلفُ يكفي ترفُّ قريبًا صورةٌ لأرى مرآتَها تتدانى وهْيَ تنكشفُ يكفي أمرُّ بعيدًا بينَ أقنعةٍ لأختفي، وتراني خلفيَ السُْجُفُ حتَّي كأنِّيَ طيفٌ خائفٌ أبدًا من التَّجلِّي، كأنِّي ليسَ...
لا أنتَ سرتَ ولا إليكَ تسيرُ = كلماتُكَ الأولى .. ولا تفسيرُ أفرغتَ خطوَكَ آملًا متأملًا = ماذا بخطوكَ كلَّما التَّشذيرُ ماذا إلى شذر تكوَّمَ سِفـرٌه = وخَطَ الزَّمانَ .. فكلُّه تحويرُ ؟ ماذا إذا لَمْ تأخُذنَّ سفـارَه = خيطَ المكان كأنْ إليكَ سفيرُ ؟ لا أنتَ سرتَ ستارةً مكنيَّةً = يبغونُها...
أتصوَّرُ أنَّ المكانَ هنا يُشبهُ الخيمةَ العَربيَّةَ في وقتِها وقتُها أخذته البَريَّةُ إلى عُريها اللُّغويِّ وكانَ حديثُ البَريَّةِ أنْ هاتِ بيتا من الشِّعر واسكنْ إليه فإنَّ العبارةَ نائمةٌ في سمَر اللَّيل واللَّيل لا تأخُذنَّ بما قمرٌ قد ينمُّ به. ما رأى شبحان يلوذان بالحذر شبحان يلوحان جُرحا...
هادئا مثلما لَمْ أكنْ والطَّبيعةُ تنشرُ أسرارَها تُسفرُ ضوءًا كأنْ هالةٌ لا يرى سائرٌ، عبرَها، ما تغيَّرَ عندَ الذُّرى فالسَّماءُ تلفظُ فائضَها في سُرى البحر يحفظُ شيئا من الشِّعر طرَّزَ بالغيب أطوارَها لَمْ أكنْ هادئًا. طارئًا كنتُ فكَّرتُ في مطر خافتٍ لستُ أسمعُه، إنَّما الأرضُ تسمعُ كيفَ...
1. أنا لا أسمِّي أشيرُ إليَّ: فماذا ؟ أرى غابةً في يد الغيمْ 2. الحكمةُ أنْ تأتي الشجرة دون السَّحرة. 3. الحكمةُ أنْ تمشي أبدًا حيثُ يثبُ حولكَ ماءْ 4. الحكمةُ إبرةُ ضوءٍ يغرزُها ظمأ ليليٌّ فيكَ لترتويَ العتمة 5. الحكمةُ خيطُ الإبرةِ ترتقُ دهشتَها البيضاءَ بعشبِ الأرض يفتقُها شذرًا 6...
كيفَ اسمُكَ اللغويُّ يحفرُ ظلَّه في كهفِ هذا البدءِ مذ فتَّحَ عينَه النَّهرُ الصَّغيرُ على فتًى للضَّوء يستفتي سرابًا ظلُّه، ويمدُّ رملا شكلُه، حتَّى يضجَّ بهدأةِ التَّأويل في ليل الخروج إلى السؤال عن الصَّدَى في غربة الأسماء عن أسمائها، فإذا بها الأشياءُ تخلعُ ثوبَها بحثا عن الأسماء في أشيائها...
دلفَ الفَتَى، وجلا، إلى قاعةِ الدَّرْس، وما العهدُ إلا جَذلا كانَ. إلى الفصل كانَ مُختلفًا. ألفَ اغتباطًا يألفُه إذا خفَّ الخطى إلى المؤسَّسة الثانوية متأبِّطًا مَرجعًا أو أكثرَ، وتدويناتٍ مُختلفةً تتَّصلُ بمادَّةٍ دراسيَّةٍ تكونُ تعلَّةَ ذلكَ الاختلافِ؛ لعلَّها أقربُ إلى التَّحضير القبْليِّ،...
تلكَ طاولةٌ ثَمَّ في الجانب الأيسر المُتواري عن العين أعرفُها قربَ نافذةٍ ربَّمَا هيَ تَعرفُني كنتُ أقطفُ منها اشتهاءَ المَكان وأصرفُ عنىِّ اختفائي أنا لمْ أكنْ أنتحي ذلكَ المقعدَ اللغويَّ بطاولةٍ تتقمَّصُ ذاكرةً لي وتُلقي عليَّ التَّحيةَ. أذكرُ فنجانَ قهوتِنا. واحدا كانَ نرشفُه لنظلَّ قريبيْن...
القراءة عبورٌ إلى هناك، والقراءة جسورٌ إلى هنا. ما بين الذات والآخر ماء لا يجري إلى مستقر، ماء ظامئ، ماء ناشئ، ماء طارئ؛ ماء ينتشي إذا ألف المتاه واغترب عنه، ماء اقترف شمس الغياب في حضور المعنى، والماء الذي تقطرَّ منْ عين ليست لك. الماء الآخر جغرافياتك إليك، فاقرأ تخلع خفَّيكَ إلى جبل الرؤيا،...
لوْ أنَّها لغةٌ رأتْ كنتُ اختلفتُ إليكَ أسألكَ البدايةَ كيفَ لمْ تأتِ اختلافا فاتنا، كيفَ اقترابكَ منْ يديكَ .. مسافةً بيني وبينَكْ؛ لوْ أنَّني أوجزتُ قوليَ خائفا ألغزتُ كيْ أردَ الزَّوايا سبحةً للذِّكر كنتُ أهَبتُ بي، واجتزتُ كلَّ اسمي كيْ أجِنَّكْ؛ الإثمُ نافذةٌ أفتِّحُها إليكَ وطائفا بي أحملُ...
أتهيَّأ كيْ أفتحَ اللَّيلَ هذا السكونُ المُباغِتُ يُربكُ يفتكُ بالقمر المُستقرِّ على راحةٍ للسَّماءْ؛ أتهيَّأ كيْ أجرحَ النَّجمَ حتَّى يضلَّ ولا يقتفي العاشقين إلى وردة المُستحيل تشقُّ قميصَ الظَّلامْ؛ أتهيَّأ كيْ أبذرَ الغيمَ في شرفةٍ للنِّداء إذا وحشةٌ تستقي ظمأ منْ عُيون، كأنْ لا تنامْ؛...
لغزُ عينيكِ أعمقُ من هذه الأرض أقوى من الغيب يقضمُ تفاحة وأرقُّ من الغابة المائية تتفاوض حول كتاب الخطيئة كم شجرا والإشارةُ لوَّاحة ؟ ، لغزُ عينيكِ حواءُ تبحثُ عن آدم، كيْ يفسِّرَ للأرض لغزا بعينيكِ كان له واحة .. .
تبتلُّ العزلةُ بالماء المضفور، ويعتلُّ المجرى كحديقةِ حدسٍ نامْ .. الماءُ المضفورُ زبدٌ، واللحظةُ تستلُّ ابديَّتها مِنْ ذؤبانٍ وحُطامْ .. الماءُ المضفورُ عصفورٌ إلا ينزلُ أعلى حتَّى يغزلَ ريشًا كيفَ كلامْ .. الماءُ المضفورُ مشطٌ إِنْ كانَ يرجِّلُ شعرَ الغيمةِ كانَ يشدُّ رهامْ .. والماءُ...
قريبًا وأبعدُ إلا قليلا مجازكَ لِمْ تتفتَّحُ وردةٌ في الكلام قبيلَ الكناية ؟ لِمْ خفَّةٌ تنتهي عنصرا للبداية ؟ لِمْ طائرٌ يحتمي بالرَّماد كأنَّ جوازكَ ؟ أبعدُ منْ لفتة الجيد أفقُ الغزالةِ أعمقُ منْ عدْوها فتنة البيد. أغمضُ أبيضُ منْ عتمةٍ تتعدَّدُ، أفرقُ شكلُ الغزالةِ أغمضُ منكَ الحقيقة أيَّانَ...
قالتِ الغابة للأرض: يدي منكِ إذا ما اشتعلتْ أشجارُها كمْ مضغة أحملها، واشتعلتْ أشجارُها ؟ كمْ أنا أشتارُها. تلكَ يدي وأنا أشتارُها منسوجة منْ زبد كمْ إذا أنهارُها قاربُها قلتُ: أنا أنهارُها؛ قمرٌ يطلعُ منْ أخبارها يجمعُ منْ ماءٍ التماهي سمكا يتلعُ جيدا، ولا يسمعُ أصداءً لها أخبارُها؛ سمكٌ يصنعُ...

هذا الملف

نصوص
142
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى