هؤلاء علمونا

في مساء يوم كان مزدحماً ببعض المهام المتعددة التي عليّ إنجازها ومتابعة سير بعضها، جاءتني رسالة على (الماسينجر) بأن أستاذتنا وأم فصلنا في السنة الخامسة بالمرحلة الابتدائية حسينة الرضي حامد، مريضة تتلقى العلاج في إحدى مستشفيات مدن وسط البلاد، وأنها رغم كل ذلك تود أن تتحدث إليّ، هذا بعد أن كفرت لها...
من منا؟ لا يستكين بين الفينة والأخرى، إلى نوستالجيا ذاك الطفل البعيد الذي يكتسيه؟ فتعيده إلى حقبة سحيقة خلت، كان الواحد تحت كنفها منسجما مع جسده وأفكاره وأحاسيسه، متكلما بحلمه، متأملا بقلبه. من منا؟ لاتعتقله على سبيل الهروب نحو منفى اختياريا، فتشكل له ملاذا وتوازنا نفسيا، ذكريات أولى سنواته...
كنت في العاشرة من عمري، كانت تكلفني أمي بالتناوب مع أخواني الأكبر مني والأصغر بالذهاب للمخبز الذي كنا نسميه وقتها ( الفرّان )، لخبز العجين الذي ربما كان قد صادفني الدور لأعجنه في الليلة السابقة، في الصباح الباكر توقظني أمي قبل الجميع لأنه دوري، فذهبت بذلك العجين المقطع ككرات تملأ الكفين معاً،...
حاولتُ ان استعيد مدرستي الجمهورية النموذجية من خلال تسجيل ابني البكر فيها ليكون تواصل اجيال مع المكان / الام لكن محاولتي فشلت،فالمعلمة التي امضت سنوات عمرها في التعليم ..رأيتها تنتزع الاولاد من ذويهم وتغرزهم في رحلات الصف ،فتذكرت معلمي الاول الانيق دائما والمتعطر دائما بأغلى العطور ،المحتذي تلك...
عن استحقاق واعتراف ومحبة، لا يرد اسم الدكتور حسن المنيعي إلا مقترنا بألقاب وكنى تقديرية لشخصه وعطائه، لعل أكثرها تداولا "أستاذ الأجيال"، و" مؤسس الدرس المسرحي"، و"الحصن المنيع"، و"بَّا حسن" التي لا يتجرأ على تلفظها غير أصدقائه وأترابه ومجايليه من الرعيل الأول، وبعض الجسورين من حوارييه وطلبته...
1 لا لم أحضر دروساً أو محاضرات لطه حسين ولم أتتلمذ له على النحو المعروف. لكنني تعلمت منه الكثير الكثير وأنا بعد في مطلع شبابي، وتابعت مقالاته وكتبه بعد ذلك. كنت بعد طالباً في دار المعلمين بالقدس في أواسط العقد الثاني من عمري لما عرفت هذا الكاتب - في الهلال، إذ كان يكتب عن قادة الفكر. وجدتني،...
تطفح ذكراه وتمحق النسيان. صاحب عقيدة عتيدة لا تلين جعلت منه شخصية قريبة من قلوب طلبته. أتذكره مهما تقادمت السنون. التقيته في محطة القطار في بغداد حاملا حقيبته. صعدنا القطار المتجه نحو محافظة نينوى.كنت وزميلاتي نركب القطار لأول مرة، فقد تملكتنا الدهشة والفرحة الصبيانية، وكانت المرة الأولى التي...
التلاميذ حباحب القسم المضيئة فراشاتنا المشاكسة نحلاتنا التي بدونها لا يستخلص الرحيق حياتنا الماضية منثورة في عيونهم وبين اناملهم وفي همساتهم الماكرة إذ نغفل عنهم عقولهم براعم تنتظر القطر وقلوبهم زنابق الوقت التي لا تضوع إلا إذا دعونا الربيع يتارجحون بين الرهبة والرغبة وينوسون بين الجذل...
تختزنهم الذاكرة واحدًا واحدًا، وأكاد في هذه اللحظة أتحسس أثر كل منهم في تكوين وإثراء هذه الذاكرة. إنهم أساتذتي الأوائل في سنوات الدراسة الابتدائية والإعدادية والثانوية، وسبق ذلك سنتان في مدرسة نزلة باقور "الإلزامية"، وكان التعليم الإلزامي أربع سنوات، وكانت في الجيل الذي سبقنا وربما الذي قبله...
إثنان من أساتذتي في معهد المعلمين العام في مدينة دمنهور كان لهما أكبر تأثير في شخصيتي وثقافتي دون بقية الأساتذة رغم اعترافي بأفضالهم جميعا‏,‏ كل في مادته‏.‏ ذلكما هما‏:‏ الأنصاري محمد ابراهيم‏,‏ وبهاء الدين الصاوي‏.‏ الأول كان أستاذا للغة العربية وأدبها‏,‏ والثاني كان أستاذا للرسم والأشغال‏.‏...
عن استحقاق واعتراف ومحبة، لا يرد اسم الدكتور حسن المنيعي إلا مقترنا بألقاب وكنى تقديرية لشخصه وعطائه، لعل أكثرها تداولا "أستاذ الأجيال"، و" مؤسس الدرس المسرحي"، و"الحصن المنيع"، و"بَّا حسن" التي لا يتجرأ على تلفظها غير أصدقائه وأترابه ومجايليه من الرعيل الأول، وبعض الجسورين من حوارييه وطلبته...
(من أدب المذكرات) ( اهداء : الى المعلمين والمدرسين والأساتذة الذين أفنوا أعمارهم وتفانوا في تحقيق رسالتهم التعليمية التربوية الإنسانية أنقياء ، شرفاء ، بعيدين عن الطموح بنيل مصلحة شخصية ، مترفعين عن لوثات التحزب والآيدلوجيا والانتماءات السياسية أو الدينية أو الطائفية أو الطبقية أو العرقية أو...
مهداة إلى نعيمة الملوكي، أستاذتي بالقسم الثالث ابتدائي بمراكش، السنة الدراسية 66/65 زمن القحط والفقر... كان، وكان قسمنا المختلط يعكس أوضاعنا الاجتماعية. رغم تفاوتاتها الطبقية الضئيلة، كنا متساوين في شكل لباسنا ومظهر القهر على وجوهنا... حتى الأوبئة لم تكن تميز بين فقيرنا ومترفنا. "سواح" مرض...
أنحدر مخلّفًا مبان كثيرة انتصبتْ فيما كان يُعرف بـِ ( گاع الشعيبي). وحين تلوح لي شناشيل الخشب، أو ما تبقّى منها، في البيت الوحيد الذي ما زال قائمًا على حاله؛ أدرك أنني وصلت. لا أدري كيف استقرّ ذلك الاسم الطويل كلّه في ذاكرتي كلّ هذا الوقت! هل كان موجودًا حقًّا على يافطتها الكبيرة؛ مع أنّ...
كانت وفاته مفاجئة ومحزنة للجميع! الرجل الذي أحبه تلاميذه وزملاؤه المدرسون في المدرسة الابتدائية على حد سواء، سقط ميتاً، فخلف في قلوب من عرفه حزناً شديداً. كنا على مقاعد الدراسة الابتدائية، حين سمعنا بانتقال مدرس مادة اللغة الإنجليزية الأستاذ عبدالله السيد إلى الرفيق الأعلى، بشكل مفاجئ. ذهب...

هذا الملف

نصوص
103
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى