سلام إبراهيم

انسل وحيدا تحت مطرٍ خفيفٍ لم يزل يتساقط منذ بكرة الصباح. خاض لاهثاً في وحل ممرٍ جبلي يصعد إلى مقبرةٍ مهجورة. كان مشتت الذهن لا يفكر بشيء محدد. ضايقته كتل الطين اللزجة التي تثّقل حذاءه. وجده كما جرى الأتفاق معهم. حطوه في باطن الغروب الماطر تحت شجرة لوز شاهقة ملفوفاُ ببطانية مبتلةٍ وملوثةٍ بالوحل...
-1- هل حدث معك ذلك؟!. تحضن جلادك وتقبله تتمازح معه وقلبك مفتوح مثل عشب حديقة بلا ضغينة هل حدث معك ذلك؟!. لا تسمح في أن يعانقك فحسب بل تغمره بفيض روحك المعذبة هل؟!. هل؟!. حدث معك سلام إبراهيم.. حدث وهذه الروح التي ترتديك رسّبتك في قاع الفراغ...
التحقت مرتين إلى الثوار في الجبل مطلع ومنتصف ثمانينات القرن الماضي. الثانية والأخيرة كنت عازماً على عدم تكرار ورطتي في التسلل إلى مدينتي وبغداد فقد ذقت الويل في ظروف التخفي التي صورت بعضا من ذلك الويل في روايتي “الإرسي” التي كتبتها بعد مرور أكثر من عشرين عاماً على التجربة. كنت سعيدا بالرغم من...
لم أتدخل حينما وصلتنا رسالة مؤثرة من "أم صمد" زوجة صديقي الشاعر "علي الشباني" في أواسط تسعينيات القرن المنصرم تصف فيها بأسلوب أدبي مؤثر وعفوي اللحظة التي صارحها بأنه متزوج في السر ورزق بصبي، أتذكر وصفها لقسماته الباردة وأثاث غرفة المكتبة والطاولة والصور المعلقة، جمودها وكأن صاعقة أطاحت بها،...
وجدتني، أخطو في دفقة ضوء الزقاق. ضوء لا يشي بزمنية ما. ضوء هو خليط من نور وظلام. امتزاج غير مسبوق. لا هو بالسحر ولا هو بغسق مساء. لا هو بشروق، ولا هو بغروب. في التباس الضوء والزمن أسير غارقاً بالظلال. لا أقصد سوى امتداد الزقاق. تحنو على قامتي جدرانه القديمة المتآكلة، بشبابيكها الخشبية المعتمة...
الإنسان لا يختار منفاه، ولا يختار النفي أصلا. فعندما لجأت إلى الثوار في الجبل ١٩٨٢ كنت أظن أنني أما أعود إلى مدينتي في جنوب العراق – الديوانية – أو أموت في القتال أو تحت القصف، ولم أكن أتصور أنني سأتشرد عبر الحدود مشيا على الأقدام بصحبة زوجتي وأحلّ في معسكرات اللجوء التركية ثم الإيرانية، ثم...
هنا أنشر في حلقات متتالية مقاطع توضح كيف عالجت الجنس في رواياتي وقصصي ومستعد للحوار الثقافي بما يلقي الضوء على هذه القضية التي تعد من أسباب تخلف مجتمعنا العراقي والمجتمعات المشابهة هنا كمقدمة من مقال لي حول الموضوع يبين رؤيتي لموضوعة الجنس: الجنس مصدر مهم وعميق للإلهام لكنه خطير فهو ذو...
الجنس مصدر مهم وعميق للإلهام لكنه خطير فهو ذو حدين، فالغريزة البشرية تنبع من غور الجسد والوجود والتاريخ، والجنس من أهم الغرائز فهو يساوي الأكل والشرب ضرورة لاستمرار الوجود الفيزيقي للإنسان على الأرض، لكنه التبس في الصيرورة التاريخية وأصبح تابو في مجتمعاتنا، له عالمه السري، قلت منبع خطير، فهو...
عن شهوة الرجل (- بعدين اسمع.. إني أريد أذوق كل الأنواع.. كل واحدة طعمها مختلف.. أمنية تراود البشر سرًّا.. أمنية تبدو مستحيلة، لا تقبلها الشرائع والقوانين.. رغبة في التداخل جسديًّا بكل النساء.. سيكتشف لاحقًا أن النساء تراودهن الرغبة نفسها في مضاجعة أنواع مختلفة من الرجال. كان يمعن في...
(التسلل إلى الفردوس ليلاً أبحر في يم بشرتها السمراء، في زغب الوجنتين الطفل، في استدارات جسدها الأليفة المخبوءة تحت السروال الفضفاض، والقميص العريض، والتي كاد أن يصبح لمسها أمنيةً لشدة دنوها واستحالتها. فمنذُ ليلة التحاقهما حيث قضياها متعانقين، في جوف مغارة ضيقة واطئة السقف، انسلا إليها زحفاً...
(فتح الباب.. جاوز العتبة.. كبس زر مصباح السلالم.. تدفق الضوء شلالًا ليسقط على الكتلة المتكورة بموضع ليل البارحة نفسه. اقترب منها ظانًّا أن أخيلته بدأت تخرج من نطاق غرفة الشقة.. لكنه عندما مدَّ يده ولمس معطفها الثقيل، تأكد أن الجسد المطروح على سلالم المبنى حقيقي.. صعد درجة كي يتبين الوجه المخفي...
(حملق «عزيز» في خبث للحظات، قبل أن يتساءل: - ماذا تقصد بالضبط؟!..حدد.. صبي.. حمارة.. عاهرة!. فغر «محمود» فاه ونقل نظره بين الاثنين، فوجدهما يبتسمان وكأن ما قاله عزيز شيء عادي ومألوف، فهو طالما سمع همسًا عن أولئك الذين يمارسون الجنس مع كل شيء حي.. كان يظن أن مثل تلك النماذج غريبة...

هذا الملف

نصوص
27
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى