كاهنة عباس

للاجابة عن السؤال الوارد بعنوان المقال، ألا وهو: ما المقصود بالتّراث؟ لا بدّ من الرّجوع الى معناه الّلغوي الّذي يعرّف التّراث على أنّه : ما يخلّفه الرّجل لورثته، يقال التّراث بكتابة التاء بدل الواو (1)حسب ما ورد بلسان العرب. إلاّ أنّ العبارة توسّعت لتشمل الموروث الثّقافي ،من هذه الزّواية نستنتج...
لا يعرّف العدم ولا يوصف إلاّ على وجه الاستعارة ،لذلك مثلّناه بتلك الشقوق وما تحدثه من فجوات في جدران الوجود، مسالك هي من الفراغ واللاّشيء، تنساب بين الفينة والأخرى، تتخلّل مشاعرنا أحاسيسنا أفكارنا مشاريعنا أنفاسنا . فكلّ ما نحياه ننجزه و نشهده أو نشعر به ، مسكون بشقوق اللاّشيء . اللاّشيء القابع...
في قصة النمور في اليوم العاشر، يخبرنا الأديب زكريا تامر بهذه القاعدة :أن غريزة البقاء قادرة على تغيير طبيعة الكائنات. وتقوم بالأدوار الأساسية شخصيتان المروض من جهة والنمر من جهة الأخرى ، إلى جانب المتابعين لما يدور بينهما ، هم تلاميذ المروض . يتصف النمر في بداية القصة بالقوة والأنفة و حب الحرية...
التجربة هي اكتساب الإنسان لأية خبرة ، حنكة ، دراية ، وهي أيضا النتائج التي نلمحها أو نستخلصها عند إنجاز فعل ما ، فقد ورد في لسان العرب لابن منظور: أن المجرب هو من عرف الأمور وجربها فهو بالفتح مضرس قد جربته الأمور وأحكمته، والمجرب مثل المجرب والمضرس قد جربته الأمور (1). ويمكن اختزال معناها اللغوي...
كان عليّ أن أشق كل تلك البنى اللغوية وتراكيبها بكل قصورها وأسمائها المتنوعة والمختلفة أن أرسم لنفسي خارطة تضم كل الجهات ورزنامة لمعرفة تاريخ المدن التي دخلتها. فأنا وحيدة في هذه الرحلة الشاقة التي بدأتها ووحدتي قاتلة ، ما انفكت تبعث في نفسي حالة من الارتباك والشك ، فقد يرمى بي سفري الى المجهول...
المركز هو الدّائرة الّتي تتوسّط مكان ما ، المحور الذي تنطلق منه الأشياء وإليه تعود ، لذلك كان لكلّ جسم مركزه ، تنبع منه الحياة لتشعّ وتتوزّع . وهو أيضا ما يشدّ انتباه النّاس ويستقطب اهتماماتهم، سواء في المكان أوفي الزّمان في السّياق أوفي الذّاكرة ، فالمركز متعدّد المناطق والصيغ والأشكال...
من قتل شكري بلعيد يا ترى ؟ لا أحد يعلم وحين سألت أحد الحاضرين قال : " أعتقد أنها أيدي خارجية استغلت الظروف الصعبة التي تمربها البلاد لتبث الرعب والفوضى بيننا فأجاب مرافقه :كلا ، بل هي مليشيات النظام الحاكم. لقد كان صوت الشهيد شكري بلعيد يزعجها كثيرا وكانت عاجزة على أن تقارعه بالحجة ، ألا تعلم أن...
نعم حدث ذلك في تونس، يوم السادس من شهر فيفري بأن سال دم شكري بلعيد أمام بيته بطلقات رصاص صوبتها يد تونسية لشاب في مقتبل العمر، لقد تأكد لي الخبر عند سماع صوت آخر مرتبك في مكالمة هاتفية وصلتني من زميلتي وهي تخبرني بوفاته وتطلب مني أن ألتحق بها للوقوف أمام مصحة النصر. فمن أية جهة يا ترى ستبرز...
تآخينا دون عهد سابق ولا ميثاق ، في "اللاّمكان " و"اللاّزمان" على شفا الكلمات، فهاجرنا إلى سحر الخيال وغرابته . كنت أكتب وكنت أيّها القارئ تستمع، ثم كنت أقرأ وكنت أيّها الكاتب تتابع . كنّا نلتقي بين الصفحة والصفحة من كلّ كتاب ،وكانت تجمعنا حكايات ألف ليلة وليلة وقصائد قديمة وروايات . فأخوّتنا...
لا شك أن تصورنا للعالم مرده اللغة ،فنحن نستحضر الأشياء بتسميتها مما يفتح لنا مجال تمثلها، كذلك تخبرنا اللسانيات باعتبار أن اللغة مجموعة من الإشارات والرموز الخاضعة إلى نظام وقواعد معينة ،يستعملها المتكلم لا لتبليغ مقصوده للمتلقي والتواصل معه فحسب ، بل لوصف العالم الخارجي وتصوره أيضا ،بالتالي...
ما يشغلني ليست قضية فلسفية بالمعنى الأكاديمي ولا هي فكرية بمعنى النظري التجريدي ، بل هي مسألة ما انفكت تحيرني لأنني أعيشها يوميا ،وتبرز في استعمالي اللغوي وفي إدراكي للأشياء من حولي باعتبارها ليس من ممتلكاتي فحسب بل جزءا من هويتي وكياني وهي : نظاراتي ، محفظتي ، الملابس التي أرتديها ، هاتفي...
شرب من كأس الحبّ، فما ارتوى بل ازداد تعطّشا وترقّبا. وكان له المال والسّلطة فما هدأ، بل سعى يبحث عن بلوغ أوجهما. وكان له الولد ولم يفارقه الشّباب بعد ، إلاّ أنّه لم يسعد بهما . وبعد طول التّجربة ، انطلق يبحث عن نفسه ، فعلم أن عطشه يعود الى إحساسه بالحرمان ، ثم علم بأن قدره أن لا يبلغ الكمال...
الماء الهواء التراب والنار ، تلك هي العناصر الأربعة التي أنشأت حياة ،حسب رأي الفلاسفة القدامى . أما الماء فمعرض للجفاف، أما الهواء وإن كان غير منقطع، لكنه لا يعرف الثبات، أما التراب فمضمحل متحول إلى أكثر من مادة، أما النار فهي منطفئة، ذلك أن الحياة في الأصل ظاهرة هشة، ما انفكت تزول لتعود إلى...
كأني بالكلمات فراشات لها تركيبة عجيبة غريبة، فهي تملك القدرة على أن تكون قديمة وحديثة، لذلك احترت في إدراك مفعولها السحري حين تصيب الجسد إحساسا وشعورا بأن تفتح له أفق الفرح والحزن والتفاؤل والتشاؤم ،إذ كيف لذبذبات أصواتنا المتفرقة يمنة ويسرة ، أن تبعث في أجسادنا أحاسيس فتحدث تحولا في كيميائها ؟...
منذ دهور ، كتب الشعراء والأدباء مجلدات حول المشاعر والأحاسيس، وما من أحد منهم تساءل حول أسرارها ؟ هل هي مرتبطة بحواسنا الخمس: اللمس والتذوق والسمع والبصر والشم، أم تتجاوزها ؟ ألا نتذكر ونفكر وندرك ونتكلم ونتواصل بالإحساس ؟ إن كان الحس في معناه اللّغوي الصوت الخفيّ، ألم تنشأ من رحمه كلمة...

هذا الملف

نصوص
93
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى