محمد فائد البكري

يا الله! يا إله المغلوبين على أمرهم أريدُ النسخةَ القديمة من حياتي هذه النسخة كثيرة الفواصل والإعلانات. أين السماء التي كانت هنا؟! أين الآلهة الذين يسهرون على حمايتنا من الأرق والذكريات ؟! أين الأصدقاء الذين لا يتلصصون على قلوبنا؟! أين الكحل الذي كان في عينيها تسكر به الكلمات؟! أين الزمن الذي...
كالرجل الذي تسلل من الفيلم إلى مخدع الكلمات، وضاجع تاء التانيث، وهي ترضع نون النسوة ثم نفث سيجارتين في وجه الهواء، ومات على حدود الدخان، وهو يدافع عن نهايةٍ سعيدة. مازلتُ على مفترق الشظايا، أجمع أشلائي وألصقها لأتعرّف على هوية الألم. وشعرك يغرز الدبابيس في ذاكرتي كأسلاك شائكة على حدود الليل...
كل الزمان الذي كان أنا صار هامشاً للمستحيل الذي كان أنتِ، والرجل الذي كان أنا ، صار لا أنا بعد غيابك؛ ويجلس الآن حول يأسه مغلقَ الخيال وباتجاه ظله مدَّ رجليه، وفي آخر تنهيدةٍ منه تمزَّقتْ طائرةٌ ورقية و تحطمتْ مرساةُ الزمنِ البعيد قلبُه ما يزال في مكانه يقيس المسافة بين تنهيدتين، بنظرةٍشاردة...
أخيراً تعلّمتُ ألَّا أُحبْ = لأنَّ الهوى صارَ فنَّ الكذبْ لأنَّ المحبين مثل الدُمَى = تحركهم شهواتُ اللعبْ أخيراً وليس أخيراً هنا = مع الموت غير الصدى المكتئبْ أخيراً تعلمتُ ما أولاً = جهلتُ وقررتُ أنْ أنسحبْ مع البعد لا خوف من طعنةٍ = فلا تعطِ ظهرك مَنْ يقتربْ مِن السهل خسران مَنْ تصطفي = ولكن...
كل الهواء لك لاشيء ينقصني الآن أستطيع أن استغني حتى عن اسمي الكلمة التي وجدوها تزحف مشطورة القلب لم تكن كلمة " أحبكِ " كانت كلمة" لماذا " حاولتُ مرارا أن أبحث عن قصة حبٍ تشبه حزني عليك، لأكتب لك تقريراً يومياً عن اللاشيء حاولتُ مرارا لكن الكلمات كلها تخلت عني وتركتني أنزف عمري وراء الحروف...
هذه الأرض منذ ميلادها مُصابةٌ بالدوار ، كأنما تبحث عن الجانب الآخر منها، وكل ليلةٍ يتأخر شيءٌ ما في دوران الأرض حول يأسها، يتأخر معه عُمر الله، والساعات التي أصابها الأرق تراقب الموت السريري، والفراغ المُكدَّس في كل مكانٍ يمتص الأوكسجين، ماتت الكلماتُ المناسبة لحبك وكومت جثثها في كل مكان ،...
آلهة المآذن تبدو مدببةً ومتعالية لا أحب آلهة المآذن فهي دائما أعلى من أن تسمع دعاء المظلوم لا أحبُ الإله الذي يحشرونه في المئذنة، ويحبسون معناه في اتجاهٍ منتصب، هكذا إله يأخذُ شكل خازوق! أو يتجلّى كهاويةٍ مقلوبة. لتكن الآلهة أعلى من الكلمات الحادة، لتكن شخصيةً جدا، إله لكل مواطن يحمله معه أينما...
وقف هواءٌ حائر أمام نافذتي الحزينة وأدرتُ له خيالي إلى أقصى تنهيدة منذ صار الأسودٍ سيد الألوان لسببٍ ما وأنا أحلمُ بأنْ أخرجك من علبة الرسم، أرسمُ بيتاً نسكنُه أنا وحبك وحدنا فتهب عليه رياحُ ظنونِك السوداء وتلقينا في العراء، أرسمُ شجرةً ليستظلَّ بها خيالي الجامح فتتسلقها القِرَدةُ بحثاً عن نسبٍ...
كفارق التوقيت بين طعنتين يستجمع الألم كل قواه ويمشي إلى آخر الجسد الأبد الذي في سريرك يتقلب ذات اليمين وذات الشمال يكره الأبد الذي في ساعتي ويتململ من رائحةٍ عمياء وأنتِ من نهاية الأبد تجيئين وفي دمي تركض غابةٌ من الأيائل العطشى والموت يستميل الأصدقاء إلى صفِّه ضدي كم مرةً ستموت المسافة بيننا،...

هذا الملف

نصوص
129
آخر تحديث
أعلى