فتحي مهذب

أنا شاعر غريب جدا ومضطهد أتلقى صفعات موجعة من تمثال عريض المنكبين . أصغي إلى صرير مدية مرشوقة في عمودي الفقري.. أبني جسرا طويلا في مخيلتي يعبره مهجرون على ظهورهم توابيت من الزنك.. ثم تهدمه ذئاب تتسلل من جمجمتي.. بعبوات ناسفة.. تبكي يداي مثل أرملة في قبضة الخواء أحيانا أطرد جسدي مثل متسول له...
على إيقاع آخر خطوة لمشيعي جثتي شبه المتعفنة التي عثروا عليها في مبنى مهجور معلولة بآثار دم وكدمات زرقاء. طلقة نارية على مستوى الرأس حسب تقرير الطب الشرعي. المهم إفرنقع مشيعو الجنازة الواحد تلو الآخر. خيم صمت رهيب في المقبرة. صمت لاعهد لي به من قبل وعلى غرة إنفجر شيء غامض في جسدي إنها عودة الروح...
الميتافيزيقا كلب رعاة ضخم ينبح داخل حديقة رأسي.. المفاتيح في قاع البئر.. الفلاسفة مثل طيور الغاق.. يختفون وراء سحب التنظير.. نحن ذاهبون إلى اللامعنى.. إلى الجذور العميقة.. بعد رحلة صيد شاقة جدا.. خدعنا ذئب النوم كثيرا.. تركنا تجاعيدنا على حافة الأمس.. ضحكنا طويلا أمام كنيسة النهار.. قبل تشقق...
أبحث عن امرأة تطير مثل حمامة حين أقول لها : أحبك.. تذوب في الهواء.. بينما يتساقط ريشها النادر جدا في حديقة رأسي .. أبحث عن امرأة هاربة من غواصة تغرد في قاع جسد عميق.. حين تبصرها أشجار موهوبة تقرر اللحاق بها مثل ملائكة من ذهب.. أبحث عن امرأة تضيء من تلقاء ذاتها في مرتفعات الليل.. مثل يراعة...
- ماذا نسيت في كثافة المرئيّ ؟ - فراشات ميّتة تتساقط من عنق الأكردون.. - وماذا أيضا ؟ - طفولة وردة دائمة النسيان.. - لا تفتح الّا بقوّة الكلمات - من مزّق شالها الذهبيّ ؟ غيمة مليئة بالمخالب - ماذا نسيت على حافة الهاوية ؟ - امرأة تركل حجارة الشتيمة بزفرتين فيما توت شفتيها يسطع بالدم.. - ماذا كانت...
إلى روح صديقي أحمد. ** سأخرجك من القبر يا أحمد سأبعثك من مرقدك الملعون. أقرع الأجراس عاليا. أنا الرب الذي يوقظ الموتى بسحر الكلمات. الكلمات التي تجلب الرعود والبروق والمطر. سأسحب هاديس من العالم السفلي. أكسر عظامه بجزمتي الغليظة. أطوي أجنحته العملاقة إلى الأبد. أوقظك الآن بقوة الكلمات. بشهقة...
الشمس حدقة عملاقة مأهولة بطبقة من الضباب الكثيف. إقترب موعد الدفن. تقترب النهاية مثل فقمة من التابوت الذي ينتظر الهبوط إلى قاع الأبدية. المقبرة هادئة مزدانة بآلاف شواهد القبور. بعض عصافير الدوري تمثل أوركسترا جنائزية ما فتئت تقرع الأجراس إحتفاء بالقادمين الجدد. على غرة تناهى إلى سمعي صوت لا يشبه...
حجرة قذرة مخيفة مليئة بصور مخلوقات غريبة. ملائكة تجر عربات حديدية ملآى بشواهد القبور , حيوانات برؤوس بشر , وطيور لها سيقان زرافات, وأجنحة غزيرة غريبة ,وهياكل عظمية متنوعة. فاجأته وهو غاطس في خلوته يتفحص جمجمة من العسير جدا الوقوف على حقيقة إنتسابها لأنثى أم لذكر . لم يتجاوز العقد الثالث طويل مثل...
" لاجيء موريسكي" لفظة"موريسكي" رمز الاستئصال والإبعاد والإقصاء والقهر والنفي ... وهو عنوان للوعي الشقي.. فكيف جسد الشاعر هذه الأبعاد في النص؟ يستلهم الشاعر ظلال مأساة الموريسكي، مأساتنا جميعا، من أجل التعبير عن الألم الشخصي، الفردي والجماعي، حيال عالم "كافكاوي" في صورة تيمات شعرية ينتظمها خيط...
يا للحظ السيء! قبل أن يأتي الربيع وتشتعل الربوة بالذهب قبل أن تحمل اللقالق بريده إلى الله وترميه الغيوم بالفواكه والدراهم مات تشارلز في حجرة ضيقة مختنقا بالغاز والأسئلة الحرجة حتى الملائكة فرت مذعورة من ثقابة عينيه المسمرتين نحو الأعلى من أجنحة صلواته المحترقة من ديدانه القرمة عاش وحيدا يشبه أحد...
يبهرنا هذا النص بالأساليب الجمالية التي يمارسها هذا الشاعر الكبير ، من خلال فتح مساحة معرفية واسعة ، تضم حقائق من مجالات عديدة ، وتضم أعلاماً من أماكن وأزمنة عديدة ، وهو لايستعير هذه الحقائق وهؤلاء الأعلام بوضعياتهم الواقعية .. بل يدخل كل شيء وكل عَلَم في نطاق حواديته الأسطورية الفانتازية التي...
نادتني صخرة فابتسم حصاني.. واقتفت أثري شجرة تحاول الانتحار في مكان هادئ داخل صدري.. أسفا لم تتمكن من ذلك.. كان حصاني سريعا جدا.. يطارد حطابين كثرا في غابة هامشية .. نظرت ورائي.. هاهي تلاحقني على دراجة من قش . El Poeta Argelino: Fathi Mhadab Una roca me llama, mi caballo sonrió y arbol acechó...
فعلا حصاني عالق في خرم الابرة.. والبخار الصاعد من رأسي المقطوع يتمطى مثل عربة نقل الأموات.. فعلا تحت جذعي حطاب يعوي.. يقطع مخيلتي إلى نصفين.. ثم يرمي فأسه باتجاه غيمة جريحة.. العابرون مثل العاصفة.. مسلحون بزئير الحتميات.. صنعوا من شرياني حبل مشنقة.. أسقطوا طائرة قلبي بقذيفة.. لم أنس المصابيح...
كانوا يرددون في الكنائس.. في المعابد حيث يتحرك الرهبان في النقصان.. في الهضاب التي ترشق الصقور بالزغاريد.. الوديان التي تغفو بلمسة ساحر.. في الساحات الملبدة بسحب النوستالجيا.. كانوا يرددون أن أمك التي أرضعتك على ضوء القمر.. في حقول الذرة.. أمك التي تستدرج الينابيع إلى البيت الموشى بالقصب. أمك...
أقول : لذئبك الحزين يا ريتا ذئبك الذي يلتهم شياه كلماتي -سأفترس الغيوم وأعبر الجسر إلى ريتا -أنا طائرك يا ريتا جئت من أصقاع السحر والأسطورة لأشحذ نهرك المتجمد بالشمس والموسيقى. أقول لفراشة ترتج في الهواء : مأخوذة بتويجات الزهر -أرأيت ريتا؟ في ثوب فراشة حزينة تلاحقها عتمة خفيفة من الضجر -أسمعت...

هذا الملف

نصوص
814
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى