علي السباعي

1 - تلتمع أجساد الخيول المتعرقه تحت شمس الصباح الساطعة، الرجال فوقها مراجل مستعرة، عيونهم تدمع من فرط الريح القوية، على يمينهم كان النهر يجري مضطرباً محملاً بدوامات الغرين الحمر بلون/ الدم/. 2 - ترجل الرجال عن خيولهم هتف بهم رجل ربعة، تلتصف عيناه ببروق الشر: ((يا رجال! لنستل روح الغادر أمام...
صباغُ أحذيةٍ نافَ على الخمسين، تسريحةُ شعرِ رأسه تْشبِه تسريحةَ العندليب الأسمر، يلقبونه "الواوي"، بعد سقوطِ الصنمِ، أثناءَ الحملةِ الانتخابيةِ الأخيرة، منهمكٌ في صبغ حذاءٍ إيطاليِ لأحد المرشحين القادمين من خارج العراق، سأل "الواوي" بعجرفةٍ وتعالٍ واضحين: مَنْ ستنتخب؟ قال بحرقةٍ باديةٍ مـن...
جلس بقربي " عربنجي " ... صاحب فرس كميت جميل ... رشيق جــدا ... سألتهُ ونحــنُ نحتسي الشايَ في المقهى : - كيف تقضي يومَك ؟ أجاب :- - أستيقظُ فجرا ... أطعِمُ فرسَي ... أسقيها الماء ... أضع عليها "جلالها" ... اربطها إلى العربة واذهب إلى العمل ... ظهرا ... آخذها إلى نهرِ الفراتِ ... افتحُ عنها...
الحبوبي بعبائته الكاكية يرتسم على ملامحهِ حزن أسمر يشغل حيّز الصمت وسط الناصَّرية والناصَّرية فتاة التناقضات ، زليخة التي التهمتْ تفاحة الخطيئة الأولى فتكومتْ بين خطّي عرض ثلاثين واثنين وثلاثين . برزخان وهميان كنابين عاجيين للذئب الذي أكل يوسف . أهٍ. يا يوسف ! زليخة مدينةٌ وحيدةٌ محاصرةٌ رسمتها...
نهضتُ مبكراً من النوم، أسرعتُ إلى الاغتسال، سكبتُ الماء على وجهي، سقط فوق ملابسي، نظرتُ في المرآةِ المعلقة قبالتي، منصعقاً من هولِ ما رأيت: أنني لم أعد أمتلك رأساً! جسدٌ بدون رأس؟! لكنني أستطيع ان أبصر، أن أتكلم، أن أسمع! احتفظتُ ببعضِ رباطة جأشي، وأخذت أتفقد شهرزاد في غرفةِ نومها، وجدتُها...
يمشي الكرام على آثار بعضهم . . . وأنت تخلق ما يأتي وتبدع المتنبي القصة القصيرة : تميمتي ، القصة القصيرة : سنبلتي ، وسنبلة القصة : دموعي ، ودموعي : قصص الناس ، وأنا لا أخجل من دموعي أبداً ، لأن قصتي بيضاء تسحر الناظرين ، ودموعي تضيء روحي ، وروحي تضيؤها القصة عندما أجد نفسي في عتمة وحزن أعيش...
– انتهى الدرس، وبانتهائه بدأت عجلة الحياة تدور في الاتجاه المعاكس، الدقائق بدأت تحصدها مناجل من لحظات راقصة، وبحركات رشيقة، اهتزازات متقنة، ترقص المخلوقات. إذ أصبح هذا الرقص جزءاً من حالات انتهاء الدرس لحركات الراقصين والراقصات، تتكسر الثواني كما الزجاج المتكسر من نوافذ المنازل بفعل ارتجاج عقارب...
والعصر.. زمن عقاربه مدٌّ وجزر. طرقات. دقي يا ساعةً أخّرت في توقيتها. دقي. أعلني توقف آدم عن السير. طرقات. أيادٍ ملطخة بالأوساخ، تسأل: "هل عندكم نفايات؟". آدم يسير شرقاً أو غرباً. خطواته حائرة، دفعته شمسٌ غيورة، لفه ليل ملغوم بالصمت، صمت مدن تنتظر المخاض، وأخرى حبلى باليأس، شمالاً أو جنوباً،...
حلت الظلمة شعرها الناعم الفاحم الطويل فوق أكتاف بغداد البيض ، كلكامش ببذلته الأنيقة يسير على رصيف شارع أبي نواس مستمتعاً بهواء دجلة العذب يدندن بأغنية سليمة باشا مراد التي لحنها الفنان الراحل صالح الكويتي : " على شواطي دجلة مر . . ." ، أنعطف يساراً صوب الكرادة التي يحب ويسكن ، الكرادة فتاة...
- كنت أحسب أنني أعيش في عزلة موحشة، كل ما فيَّ ينتمي إلى الماضي، حتى أنفاسي فإنها تصدر عن الوحدة المتفردة بداخلي. اكتشفت من يشاركني وحدتي. أنظر إلى الشمس الغاربة، كأنها قرص أحمر ملتهب شرخ حياتي إلى نصفين: -عزلة، وخذلان. هكذا! عندما أقوم بجولتي في تفتيش المقبرة خوفاً من عبث السراق، امرأة في عقدها...
القصة الحديثة ، هذا العالم الجديد ( شعرنة السرد ، العجائبي والغرائبي ، تعويم المكان ، ومحو الزمان ، تشظية الحدث ، تفتيت نظم السر ، استثمار الأيهام والتخيل السردي أي التجريب على مستويات متعددة من القص ) ، كلها تعتبر المادة الجديدة للمبدع ، وهي اضافات جديدة لعوالم الخيال والرؤيا الفكرية ، القصة...
أصوات قرع نواقيس كنيسة الأرمن الواقعة بداية شارع النضال، تطرق سمعي بعدما خلّفتُها وراء ظهري ماشياً. خطوتي بحجم مساحة بغداد في اتجاه ساحة الطيران، كأني فلاّح أحرث ابتسامتي في وجوه المارة. انعقد الصبح وأنا وحيد، وضائع مثل ضوء في الضوء. صباح بغداد يفتح كل نوافذ البغداديين. أسمع أصوات ضرب...
يقولون ليْلى في العراق . . . . . . أرملة ، كأهل العراق ولدت حسب تعداد 12/10/ 1957م ، في الأول من تموز ، تموز العراق ، تموز بلاد ما بين النهرين ، تموز الخصب ، دموزي ، كانت وزوجها يعيشان ببغداد يوم كانت سلاماً ، طلب منها زوجها أن تهيئ له طعام العشاء في غروب الأحد ، كان غسق يوم الأحد يتكوم على...
كَتَبَ شـاعرٌ سـومريٌ مجهولٌ علـى لوح ٍعُمْرُهُ أكثرَ من ستةِ آلافِ سنة ، وُجِدَ في أور :- ” حياتُنا أقصرُ من فتيلةِ قنديلِ المعبد لِنُعانقَ جديلةَ الشمس ِ الطويلةَ / وأحلامَ الناس ِ الضائعة َ / ونُسافرُ بها إلى الأبدِ “ لاشيءَ في الدنيا بدون ِ قولٍ ، ولاشيءَ يعادلُ الكلمة َ لأَّنها الأصلُ ،...
في صبيحة يومها السابع، حياتهما تنساب كالينبوع المتدفق من بين الصخور، لمس شعر زوجته، أبصرته بعينين سوداوين سعيدتين، قائلة بلهجة جذلى: ـ ضمني إليك! ضمني. تفتت الصخور المحيطة بالينبوع، وتدفقت مويجاته كنغمات بيانو يطلقها تشايكوفسكي، ابتدرها متهللاً بقوله: ـ لقد حلمت بك ليلة أمس. بدا وجهها القمري...

هذا الملف

نصوص
47
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى