المولدي فروج - حتى لا ينكسر الظل.. شعر

حتّى لا ينكسرَ الظّلّ
هي ...
صحْراءُ لا عُودَ حتّى
يُظلِّلُها
فإذا عَطَشَتْ تشرَبُ النّفْطَ من
............ بَطْنها
و إذا شبَّ في قلبِها........ وَجعٌ
تُرْقِصُ الحُزنَ في دَمِنا
.......و تــــــــجوعُ ...
مع الزَّمن الزّفت حتْما تجُوعُ
فتأْكلُ صِبْيانَها
ــ لا كما القِطّةُّ لمّا تَخافُ عليهم ــ
و لكنّها النّارُ
...طبعا
إذا جاعتِ النَّار تأكُل أحْطابَها...،
ما تبقّى من الجَمْرِ أيضًا
و تجترُّ ما يتَناثرُ من لَهبٍ
و تبلِّلُ ريقَ الرَّمادِ
بما يتقاطر من عرقٍ
و..... تُمضمضَ بالدّمْعِ
أو بدمِ الغاضبينَ....
إذا شبعتْ
... هب إنني الثلج آتي على غفلة
كالماءِ تشْربُه النّارُ
و النّار منّي
و بي ثلجُ حرِّ السّنين
شاحبَ الشّيْبِ أمشي
كمُفْتَتنِ
بانْكِسارِ الظّلالِ على خُطوتي
أصدّق ما لا أرى
لأبرّئ أهلِي
و ألقي على صُدفِ الشُّؤم أحوالَنا
و على الجِنِّ و الاحتمال البقيَّةَ
هذا سرابٌ بلا عُود
كي يتظلّل فيه المسافرُ
و الأرضُ تنأى
السّحاب يغازلها ثم يهربُ
مرتبكَ الخطْوِ
مبْتسمَ الغيْم
تغزو الشّماتةُ أقواسَه القزحيّةَ
......
أنمو أنا ...بعد أن توقن النّار إني أقاتلها
فأنا...
أتلحّفُ بالحلم
غيمةَ صيْفٍ
أمدِّد قامةَ عمْري إلى الرّيح
تعزفُ منها الذي قد يناسِبها
فتنِزُّ السّماء على بلدي
عرقًا،
مطرًا،
أيّ شيءٍ
أرافق زخّاتها في اتجاه الثرى
لأوقظَ بعض الأجنَّة
حتى تعود الحياة على كفنٍ
المهمُّ إذن أن تعود
كما كانت الأرضُ دوما
....بأحزانِها
و بغِرْبانِها
المهمُّ لنا أن تعودَ
و أن يتمدّد ظلُّ البلادِ
بدون انكسار


* نقلا عن موقع الشاعر الدكتور المولدي فروج
المولدي فروج حتى لا ينكسر الظل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى