عبد الجبار الجبوري - شكراً لشالِها الأحَمر.. شعر

1-لا شريك لها في قَلْبي
يَشِيبُ حَرفي مِن البُكا، كُلمّا جُنَّ لّيلي، وتَذكرّتُ أَنّيّ تذكرّتْ طيفَها ،الذي طوّقَ رُوحي بهالةِ من الحزن الشفيف،وشاعَ حُبُّها في قُرى الشِّعرِ، وتناثرَعِقْدُهُ في دروبِ الليّل ،حكاياتِ السَّمر، ولا سامرٌ في الحَيِّ يَدريْ، أنَّ حُبَّها يَسْرِي بروحي، كما تسري الدماءُ في عروقِ الشجر،أيقنّتُ حينَها، أَننّي لا أشبعُ من طولِها وطلّتِها حينَ تَجيءُ، وحينَ نَلتقي، وحينَ نفْترِقُ، فحينَ تَشخصُ أمامي يَنسدِلُ ليلُ مواجِعِي، وينْخسِفُ قمرُ الزمان، وتنوشُ نظراتُها رُوحي بسِهامِ القُبَلِ، أحلمُ أنْ أُمشِّطَ شعرَ طفولتِها، وشعر طلتِها، وأُلوِّنُ شالَها بأحمرِ الشِّفاهْ، وأدعو لقصائدِها الظّمآى ،أنْ تكتبني وتطيلُ النَظر ، لأتمّلى ضحكتَها الذَهبيّةَ، وهيَ تُسرِجُ أحرُفي فوق هوادجَ الشوّق، كقمرٍ يُضيء ، وقمرٍ لايُضيء،ذلك هو نشيدُ البَّحرِ، أعترفُ أنَّ كلَّ قصائدي، تخرجُ مِنْ تنّور شفتّيها، وضحكةِ خَديّها، وتسريحةِ عينيّها الفاتنتيّن،الواسعتّين كبحرٍ بِلا سماء، ونجمةٍ بلا ضِياء، وفمٍ بلا قُبَلٍ، أعترفُ أننّي مُتيّم بِها، بقامتِها التي تُشبهُ لَمعةَ البَرق، وبُحّةُ صَوتِها التي تخترقُ ستائر الليّل، وحُمْرةُ خديها اللتان تُشبِهانِ قلبي،قلبي الذي يَقفُ كالطفلِ بحضرتِها، ويرتجفُ كما ترتَجِفُ السّعفةُ تحت بَلَلِ المَطر،هكذا أُحبُّها لأن فِتنتَها ، تَعجِنُ الحُزنَ بالبُّكا، والليّلَ بالنّهار، والشوقَ بألأسى ، كي يكونَ لونُ البحرِ أزرقاً، ولونُ الثلجِ أحمراً ،كشفاهٍ تنتظرُماءَ الكَلام ، أعترفُ يَتّلبسُنِي ليلُها، ويأسرُني حزنُها ،حزنُها الذي يَملأُ رُوحي بالبَّهاء ، أعترفُ إنِّي أُحبُّها كُلمّا يَجنُّ لَيلُها في دَمي ،ويَطلُعُ مِنْ بَينِ نِهدّيها القَمر….
الموصل
20/12/2018
2- حينَ يَملؤُني حبُّها زَهواً ودهْشَةً
ثملت رُوحي بدهشتُها، وهي تُحدّقُ في الحَرّف ،وتسكبُ من عسلِ شفتيّها على شفةِ القصيدة، فترقصُ عصافيرُ الضوّءِ على راحتيّها، وتنمو أعشابُ الفراغ على ناظريها، كمْ أحْلمَ أنْ أعضّ ضحكتها ،وأقضمُ تفاحتَها ،وهَي ترقصُ في سماءِ قَلبي ، كمْ أحلمَ أنْ أُمسِكَ بُحّةَ صوتِها ،وأخبؤها في أعماقِ غيمتي، غيمتي التي تهطلُ على نهديّها شفيفَ القُبَلْ، أعرفُ أننّي أركضُ خلفَ سرابٍ، ويتبعُني ظِلُّها، ظِلُّها الذي يغمُرُني بالأُلفةِ والحَنينْ ، ويمسحُ دمعةَ شوقي، ووجعَ أغنيَتي ، ومللَ قصائدي، وشبقَ جنوني،وأيام غُربتي، غُربتي التي يلفُّها النسّيان، حينَ تكونُ معي، وتَمشيَ معي ،وحين أنامُ تنامُ تحت رمشي،وتحايثُ خَطوتُها خَطوي، ويسْبقُ ظِلُّها ظِلِّيْ، وتُغنيَّ مَعي أُغنيتي المُفضّلة ،(وآشرح لها عن حلاتي روحي عليلة لأجلها)، أحبها ، في الحَلال والحَرام ، في الضوءِ والظّلام، في الحزنِ والفَرح، في الحياةِ والموت ْ، في الحضورِ والغيّابْ، في ركعةِ عشقٍ – سَمعَ اللهُ لِمنْ حَمدا- رّبنّا لكَ الحَمْدُ- ياااااااه أدهشَني وجهُها خلفَ الزُجاجِ ،وهي تُلوّحُ ليْ بشالِها الأحمر، وتقولُ صباح الخيرأيها المطر، يا أعز من قصائدك عندي، فهي لاتَجْرؤ أن تقولَ لي أُحُّبكَ ، هي تُخفيّها تحتَ لسانِها ، تَخافُ أنْ يخطفَ الكلمةَ، الهواءُ ،هي تَغارُ عليَّ حتّى من الهواءْ، هكذا يملأُ رِئتَي صوتُها البَعيدُ بالشجنِ ، ويَحمّرُ خَديَّها منْ خجلِ الكلّمات، وتشعلّ فِيَّ الدهشةَ والجُنونْ …
الموصل ..
27/12/2018

3 – شكراً لشالِها الأحمر
على مرمى قُبْلتين إفترّقنا،قالتْ: ياليتَ عشيّاتِ الغَرام رواجعُ، قلتُ ليسَ راجعُ،وإفترّقنا،كانتّ تلبسُ ثوبَ قصائدي، وتقتّفي مواسمَ البكاء ،في مراعيَ الحرُوف،، بلى إفترقّنا نجمةً تَسبقُ نجمةْ،وقمراً يأفلُ إثرهُ القَمرُ،وماعاد المساءُ يشربُ نَخبَ الأصيل،ماتَ العاشقُ مِنْ ظمإٍ،هي الآنَ ترسمُ على رملِ البَحر ،وجهَ القَمرَ القتيلْ، وتُلوّنُ وجهَ الليّل ،ِبزُرْقةِ الفَجرالحَزين،أيتُّها السّماءُ البعيدةُ مهلاً، لا تَرْحَلي، خُذي وجعَ البَحر كُلُّهُ، وإتركيْ لي ظِلَّ المَطر، بلى إفترّقّنا كي يأفلَ القمرَ، وترحلُ النجمةُ الهاربةُ الى سماءٍ أخرى لا تُضيءُ، وزمنٍ لايُضيءُ، تقولُ لي إبتعدْ ، وقلبي يقول إتئّدْ، بلى إفترقّنا فإشتبكَ الليّلُ بالمَطر، والضوءُ بالظّلام، وفَمي بفمِها، تناءتِ القُبَلُ، وإسوّد وجهُ الليّلِ ، كانَ الخميسُ خميساً إلاّ أنتِ ،وكنتِ ياقوتةَ سَمائي، فإنطفّأتِ على شِفاهي، وكُنتِ أنتِ ،ولمْ تكوني بِعيَني إلاّ أنتِ، فَرحي وهُيامي، سَعادتي وغرامي، غيابي وحضوري، موتي وحياتي، وشمعةَ أيّامي، شِعرِي كُلّهُ أنتِ ،فَمَنْ إذن أنتِ ، أنتِ قُبْلةٌ يِبُسَتْ على شِفاهي، ودمعةً بلّلتْ ثوبَ قصائدي،ألبسّتُها عباءةَ أحلامي، أنتِ معنى الأسى، والأسى بعضُ كلامي، ورمادُ أغنيتي ، وصوتُ الشوقِ، حين يدلّهمُ ظَلامي، أنت وجعُ رُوحي، ودمُ مواسمي، وعقدةُ لساني، حين تلتقي الأكفُّ والشِفاهُ معاً ،وتشتِّبكُ على مرمى القٌبَلِ ، جيوشُ مواجِعي ، وتهطُلُ على جَسدِ الكلامِ، غيمةَ هُيامي ، إفترقّنا بلى، وصارَ في متسِّعِ البَحرِ ،أنْ يرحلَ بلا شِراع ، وتُلوّحُ أنجُمي لشالها الأحمر، بلا سلام، شكراً لشالها الأحمر، وهو يُلوّح بأعلى الربّوتينِ ، ويضيءُ للقُرى، بمصابيحَ الضُّحى، ويحلو عند نافذةِ الشوّق الكلامُ، شكراً لشالكِ الأحمرِ سيّدتي، ففي الغناءِ ،بعضُ الأسى ومرُّ الكّلام…..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى