عبده بدوي - إيقاع الفطرة.. شعر

لا تبعدْ وجهكَ عنْ وجهي الأسمرْ
لا تبحثْ عن رمزٍ في قلب الأسطُر
أو تنكرني إن يذكرْ إنسان من اسمي حرفيْن
وتُرى مرفوع الحاجبِ والكتفين
.. وسؤال لا يتجاسرُ أن يمشي فوق الشفتين:
من أي بلادٍ قد بدأ الرحلة ?
وبأي لغات الدنيا سيحدثنا هذي الليلة?
هو لا يدري إلا إيقاع الفِطرة
هذا الصوت الصحراوي اليابس لا يزهرُ شيء فيه
هذا التشبيهُ المحسوس العابس
لا يقدرُ أن يمشي بالمعنى في هذا التيه
فإذا جاءت قافية كالوردة في الغصن المثمر
جاءت كصرير الأسنان المنكرْ!!
* * *
ماذا يمكنُ أن تعطي نخله ?
ماذا يعطي جمل هائج?
ماذا يعطي حرف الضاد الأبجرْ?
ماذا يعطي حرف مجهورُ ?
ماذا يعطي وجه مقهور ?
أو مئذنة لا يسمعها إلا إنسان محني العمر, ومجبر
فإذا ما عافاه الله غدا إنسانا يُلقي في الناس الكربَ.. ويقهر ?
يا هذا..
لا تظلمْ هابيلاً يا قابيل
فلقد أضحى مقتولاً في الماضي بالصحراء
ـ لما كانت دنيانا بكرا
وأبونا مازالت فيه ريح الجنة ـ
واليوم تعيد القتل وكالات هوجاء
صحف برعت في تقديم اللحم الأحمر
قمر يتجسس من أطراف سماء
صور تؤخذ في خبثٍ من كل الأنحاء
من كل زوايا المخفر!
* * *
مازال بقرب الجثةِ صوتُ غراب
صوت قاسٍ يدعو للدفن المرتاب
حتى لا تغدو الدنيا مثل الغابة
وذئابا تستلقي في أحضانِ ذئاب
.. لكن الجثةَ في هذي المرة يا قابيل
نبتتْ في داخلها زهرة
وستكبرُ تلك الزهرة
وستشرق تلك الزهرة
حتى تغدو بستانا يملأ وجه الأرض
ـ في كل خطوط الطول وكـل خـطوط العرض ـ
فالدنيا صارت تحرس بالشعر الأخضر
بالقلب الأخضر!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى