علي محمود طه - قبلة!.. شعر

قبلة من ثغرك البا = سم دنيا وحياةُ!!
تلتقي الروحانِ فيها = والمنى والصَّبَواتُ
لغة وُحِّدَتِ الأل = سنُ فيها واللغاتُ
وَحْيُها الحبُّ وما تل = همُ تلك النظرات
لغة دان الشتيت الش = مل فيها وتلائم!
وبها الأرواُُ في غي = ر لَجاج تتفاهم
مَنْ تُرى علَّمها بالأم = س حوَّاَء وآدم
لم تَزُلْ جِدَّتُها = وهي حديث يتقادم!
قبلة من ثغرك البا = سم تَنْدَى شفتاهُ
من رحيقٍ لم يُحَرِّمْ = هٌ على الناس الالهُ
كلما أُترعَ منها ال = قلبُ ضَجَّتْ رئتاهُ
مستزيداً وهي إن عُلَّ = بها زادَ صداهُ!
قبلة من ثغرك البا = سم تمحو كلَّ ما بي!
وتُواريني عن النا = س وعن دُنيا العذاب
وتُنَسِّي القلبَ ما جُرِّ = عَ من سُمٍّ وصاب
قبلة تمزج أنفا = سَكَ بالقلب المذاب!
رُبَّ ليلٍ مَرَّ أفني = ناهُ ضمًّا وعناقا
وأدرنا من حديثِ ال = حبِّ خمراً نتساقى
في طريق ضَرَبَ الزهْ = رُ حوإليه نِطاقا
وتجلَّى البدرُ فيه = وصفَا الجوُّ وراقا
ولزمنا الصمتَ إلاَّ = بعيونٍ تتكلمْ
وشفاهٍ عن جراح ال = قلبِ راحتْ تتبسمْ
صِحْتَ بي رُعْباً وما = راعك قلب يتحطمْ
نبَّأتني النفسُ بالبيْ = ن غداً! والنفس تُلْهَمْ
ثم كانَ الغدُ ما نُبئ = تَ هجراً وفراقا
ونسينا قبلةً سا = غَتْ من الأمس مذاقا
غير أناتٍ صحا القل = بُ عليها وأفاقا
فالتقينا وافترقنا = وكأنْ لمْ نتلاقا!!



مجلة الرسالة - العدد 20
بتاريخ: 01 - 11 - 1933

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى