مشاهدة المرفق 953
أحتضن الفلسطيني ذو الخمسين عاما عوده كطفل صغير وراح يدندن وعيناه مغمضتان حتى خلته لم يلمح وجودي وأنا المتطفلة التي قررت أن تجلس بمجلسه اليوم دون إذن مسبق . كانت عيناي تفترسان كل شيء ، أناقته المتناهية ومكتبه وكل الخلفية حتى باغتني بالسؤال :
- لمن تحبين أن تسمعي ؟
أجبت ودون تفكير:
- نجاة
ابتسم للاسم ثم نظر إلي بعينين فاحصتين وقال :
- آه من عيون القلب
ثم قهقه عاليا ،ربما لأنه لمح بعض الخجل المرتبك في نظراتي وراح يغني بانسجام تام :
انت تقول وتمشي
وانا اسهر منامشي
يا لي ما بتسهرشي
ليلة يا حبيبي
بقدر حبي للأغنية إلا ووجدتني أحس بتناقض تام ، فكيف لهذا الفلسطيني ،الذي عاش عمره تحت وطأة ألاحتلال أن يتصرف بكل هذا الهدوء وان يكون بهذه الأناقة وان يعيش مع كلماتها . لم تكن الأغنية إلا خلفية موسيقية للصخب بداخلي فلم استمتع بها كما افعل كل مرة وإنما أغمضت عيني فتراءت لي مشاهد تعودتها لذلك الصراع اليومي في القدس إلا أن كسر المشهد فلسطيني مغترب ، قال :
- لم لا نقيم يوما فلسطينيا نناقش فيه القضية و نستمع للاغاني الفلسطينية ؟
كلامه أعاد بعض التوازن في فكري أيقظ حماسة تنتفض بداخلي كلما طرح الأمر ، كانت دندنات العود تخفت قليلا وكأنه يعلن استسلامه للقرار ، لكن الأمر لم يكن كما توقعت
- عما سنتكلم ؟ عن التطبيع ؟ عن المستوطنات ؟ عن ماذا سنتكلم ؟هل تغير شيء لنتكلم عنه؟
الكلام أخرسنا جميعا ، صمتنا لبرهة ثم أردف :
- ما تغير شيء. المفاوضات كما هي وفي كل مرة نجلس مع العدو يقول لنا :
- هذا لنا وهذا ليس لكم
هذا لنا وهذا ليس لكم
هذا لنا وهذا ليس لكم
وبعد أن يأخذ من بلادنا الكثير يعود لقطعة صغيرة فيقول :
- هذا لنا وهذا لكم ، فنفرح كالصغار ونقول أحرزنا تطورا في المفاوضات ،
في غمرة اندهاشي من رده وبالمرارة التي تجسدت بصوته رأيته يلتفت إلي ويقول:
- - نجاة صح
ثم بدا يغني من جديد
انت تقول وتمشي
وانا اسهر منامشي
يالي ما بتسهرشي
ليلة يا حبيبي
ساعتها فقط أيقنت أن نجاة لم تكن تغني إلا عن فلسطين ...
أحتضن الفلسطيني ذو الخمسين عاما عوده كطفل صغير وراح يدندن وعيناه مغمضتان حتى خلته لم يلمح وجودي وأنا المتطفلة التي قررت أن تجلس بمجلسه اليوم دون إذن مسبق . كانت عيناي تفترسان كل شيء ، أناقته المتناهية ومكتبه وكل الخلفية حتى باغتني بالسؤال :
- لمن تحبين أن تسمعي ؟
أجبت ودون تفكير:
- نجاة
ابتسم للاسم ثم نظر إلي بعينين فاحصتين وقال :
- آه من عيون القلب
ثم قهقه عاليا ،ربما لأنه لمح بعض الخجل المرتبك في نظراتي وراح يغني بانسجام تام :
انت تقول وتمشي
وانا اسهر منامشي
يا لي ما بتسهرشي
ليلة يا حبيبي
بقدر حبي للأغنية إلا ووجدتني أحس بتناقض تام ، فكيف لهذا الفلسطيني ،الذي عاش عمره تحت وطأة ألاحتلال أن يتصرف بكل هذا الهدوء وان يكون بهذه الأناقة وان يعيش مع كلماتها . لم تكن الأغنية إلا خلفية موسيقية للصخب بداخلي فلم استمتع بها كما افعل كل مرة وإنما أغمضت عيني فتراءت لي مشاهد تعودتها لذلك الصراع اليومي في القدس إلا أن كسر المشهد فلسطيني مغترب ، قال :
- لم لا نقيم يوما فلسطينيا نناقش فيه القضية و نستمع للاغاني الفلسطينية ؟
كلامه أعاد بعض التوازن في فكري أيقظ حماسة تنتفض بداخلي كلما طرح الأمر ، كانت دندنات العود تخفت قليلا وكأنه يعلن استسلامه للقرار ، لكن الأمر لم يكن كما توقعت
- عما سنتكلم ؟ عن التطبيع ؟ عن المستوطنات ؟ عن ماذا سنتكلم ؟هل تغير شيء لنتكلم عنه؟
الكلام أخرسنا جميعا ، صمتنا لبرهة ثم أردف :
- ما تغير شيء. المفاوضات كما هي وفي كل مرة نجلس مع العدو يقول لنا :
- هذا لنا وهذا ليس لكم
هذا لنا وهذا ليس لكم
هذا لنا وهذا ليس لكم
وبعد أن يأخذ من بلادنا الكثير يعود لقطعة صغيرة فيقول :
- هذا لنا وهذا لكم ، فنفرح كالصغار ونقول أحرزنا تطورا في المفاوضات ،
في غمرة اندهاشي من رده وبالمرارة التي تجسدت بصوته رأيته يلتفت إلي ويقول:
- - نجاة صح
ثم بدا يغني من جديد
انت تقول وتمشي
وانا اسهر منامشي
يالي ما بتسهرشي
ليلة يا حبيبي
ساعتها فقط أيقنت أن نجاة لم تكن تغني إلا عن فلسطين ...