مصطفى عوض الكريم - آمنة أو قصة الحياة.. شعر

رايتها تسير في الطريق وحدها
حسيرة كأنها السُّى
تمشي ولا يحس مشيها
كأنها لا شيءَ في الحياة
وفي الطريق صبية يتصايحون يلعبون الكرة
وطائر يبعثر التراب يلقط الذرة
وأعنز جواثم تجتر في كرى
عيونهن نصف مقفلة
وربما رأيتها في أمسها القريب وهي فتنة البشر
ومتعة النظر ولا حديث للقلوب غيرها
كل ينادي حين تختفي يا ليتها تعود
لأننا ...نحبها..نعزها..نجلها
وحينما يفتر عنها باب دارها الصغير
وتفتح الأبواب والكوى
وتلفظ البيوت أهلها
من الصغار والكبار
الى الطُّوار...
وينظر الرجالُ في ذهول
لعابهم يسيل
وفي قلوبهم نشيد
دقّاتُها الطُّبول
وحينما يشاهد الشيوخ وجهها يأتلق
كأنه ذُكاءُ في الأفق
يُكبرون بارىْ الفلق
ويهتفون في تُقى يُرددون
لله ما أروعها ... سُبحان من أبدعها
تبارك الذى خلق
وتنظر النساء في حسادة لها
كل يسر قولها
يا ويلها ، لله ما اجملها
يا ليتنى خلقت مثلها
وينظر الأطفال في براءة الطيور
فرحى يُصفقون
وينشدون
أنشودة السُرور
... وفي الطريق في رشاقةٍ تسير
تسحب فوق ذائب القلوب ذيلها
وخلفها تتبعها مواكب الكبار والصِّغار
كأنهم غُبار
... وربما رأيتها تُضيءُ في مجالس السَّمر
كأنها قمر
ومن عيون المعجبين هالة تدور حولها
إن حدثت فالكلُّ منصتون
تكاد تشرب النفوس قولها
وربما ... قاطع الصديق جائراً صديقهُ
وخاصم الشقيقُ ظالماً شقيقهُ
من أجلها
وليس في حنانهم لهم الحنان ذرَّةُ
وليس في فؤادها لهم من الوداد قطرةُ
واليوم ... وا لهفي لها
تسيرُ في الطريق وحدها
حسيرة كأنها السُهى
لو لم أكن رايتها من قبل ما عرفتها

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى