محسن أطيمش - المتفرّد بالماء..

ما كانت تعرفُ إلا طعمَ «الهيلِ» المنقوع بماء «الزعترِ» والوردِ الأزرقِ ، ذاتَ مساءٍ غنّى، فاكتظّت رائحةُ البحرِ بدمع الحبِّ ولون الهدبِ، وشريانِ الترحالِ، امتلأتْ روحُ الشاعر بالنورِ الربّانيِّ، وفاضت لسماءٍ مجهدةٍ، وغيومٍ حائرةٍ تعبث بابنةِ ذاك المتفرّد بالماء،ِ وبالأزرقِ، كاد يغادره اللونُ، وتأخذه نحو الثلجِ رياحٌ من مدنٍ أخرى، لكنّ «السيدةَ الكبرى» لفّت بنتَ الملكِ المتفرّدِ بالماء وبالأزرقِ ومضتْ بجلال أبيها، الفجرِ، إلى مسجد «سيّدنا»

في آخر مرة كنا في «دلمون»، وما زالت «فاطمة» ابنة ذاك المتفرد بالسرّ وبالماءْ تحلمُ مثل الطفلةِ، مثل الطفلة أن تحيا في الصحراء وسط هواء يوقظ في الروح أوائل بدء خليقتها، في العشب أوائلَ خضرته، مثل الطفلةِ أن لا تبصر ما سمعت عن أروقةٍ، أو عاصمةٍ، أو مدن تذبحُ فيها الأضواء، بسكين لا تعرف لون الدمِ، لم ترَ شرطيًا أو دهرًا يهرمُ في عُنقٍ فوّارٍ ملتصقٍ بهواءٍ لزجٍ ونتوءات في الظلمة


[SIZE=4]محسن أطيمش [/SIZE]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى