يوسف خديم الله - فاكهةٌ من الورَقِ المُقوّى.. شعر

ذا بابٌ /
أين الجدارُ ؟

تلكَ نافِذةٌ /
أينَ الأفقُ ؟

الجدارُ ، لأسندَه ظهري
وهزائِمي .
الأفقُ ،
لفسحةِ العينينِ

خارجَ سِلَعِ الجنّةِ

ذا بابٌ .
أدخلُ .
لا أخرجُ حافيًا من الدفءِ
أو نيّئا من الأفكارِ

تلكَ نافذةٌ صمّاءُ .
جميلةٌ عن بُعدٍ،
و باردةٌ.

كم أنا أمّيٌّ !
أنسخُ الرّعاةَ.
أساعدُ عُكّازي على الطريقِ،
فتقودُني العِصيُّ إلى زرَائِبهم .

ثلاثونَ/
على مهلٍ ، أحصيْتها
حتّى يئستُ من أصابعي
والحبرِ ..

ماأزالُ واقفًا ، في المرحاضِ .

هناكَ :
أحتقرُ العالَمَ .
أتخيّلُه كعكًا
يتثاءَبُ في قبضةِ طفلٍ،
يتثاءَبُ.
بارًا،
يغلقُ مفتوحًا.
كتبًا تترجّلُ.
نساءً،
بأجنحةٍ في الرّأسِ أيضًا .

هناكَ :
لا أحدَ يسألني/ ما اسمُكَ ؟
لا أحدَ يقودُني من بنكٍ،
إلى كذبةٍ

هناكَ :
وحدِي ، سيّدُ العالَمِ .

أنقلِبُ عليَّ متى أشاءُ .
أخلَعُ سِروالي،
وأفكارِي .
أستنبِتُ الفضائحَ،
في الظهيرةِ .
وأحصِدُها،
في اللّيلِ .

ثلاثونَ / آهٍ . .

المدينةُ تمتدّ من أظافِري
حتّى آخِرِ اللّصوصِ .
لا أرضُها منّي ،
لا السّماءُ .
حجرٌ يشِعُّ منَ الأرضِ ،
لا يخطِئُني .
حجرٌ من السّماءِ ،
لا .
عرَجٌ خطايَ .
أنفي أحْولُ .

أخطئُ المستشفَى ،
ولا أموتُ جيّدًا .

فآهٍ ..

ما تزالُ المدينةُ تمتدُّ مِن أصابِعي
حتّى آخرِ اللّصوصِ .

وحدي .
ولعِي بالأصنامِ ،
يأسٌ أخضرُ .
لا ألتقِي أحدًا/
كم أنا بعيدٌ !

يَبقى الجدارُ/
جدارًا لأحتميَ من الأفقِ .
البابُ/
بابًا ليدخلَ الأعداءُ ،
سَهلاً..

يثقبونَ جيبِي سُحبًا وحلوَى.
يبشّرُونني،
بسعادةٍ من الورقِ المقوَّى ..

صفاقس الغربيّة،1899



يوسف خديم الله


* من: هواء سيء السمعة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى