أحمد سواركة (santiago) - البيت لم يعد موجودا

***
انكسر الغليون للمرة الثانية .

***
أفكّر في محيط يدخل باب البيت ، وأفكّر في الفتور الذي يزحف من باب الصباح ، ولون السائل الذي بين شفتين معلّقتين على مسمار حديدي .
وصلَتْ المهمة في قارورة سوداء ، ومعها بريد لقطع الأشجار التي خططتُ طويلا كي أكون أمامها .
هذا النوع من ديدان المقبرة جديد ، وهذه السفن التي ملأت الطريق أيضا ، حيث لاحاجة لكلمات طويلة تمشي في هذا المربع ، وهو يتدرب على تصنيف العالم السفلي لبائع الجرائد ، عندما قابلته وهو يلتهم الطعمية وفي يديه مخطط من المهمات التي نسّقها مع زوجته التي تصرخ باستمرار كنوع من التعويض .
فراشة ، وكيس قش ، في مزهرية النور مع مفكات تدريب بواسطة أطفال شوارع ينفخون في أنف أفطس ، له عام يعصر كومة أناس في مصحة مكتوب على بابها : المعرفة للجميع .
اليوم ، مع التاسعة صباحا ، نطق معي حروفه المكررة ، وهو يعاتبني على الخبطات العنيفة التي قالت أنّها أثّرت فيها بطريقة أعمق من بناتها الأثنتين .
أخرج بهذه الطريقة
وتعلّم الكتابة على حائط المقبرة
بجانب النبتة القديمة
وحشرة الذات وهي تنسحب من الجهة الداخلة على شارع الملابس المستوردة
بعظمتين في كفك ، تطرق بابا عليه نور خافت وشجرة ،
وتكتب وثيقة عن مساحات لا زرع فيها ، ولا ماء ، فقط رياح سامة ، وهناك بنيت بيتا من خشبتين وأخذت اسمي والعنوان ونوع الأب والأم والذاكرة وفأس لقتل المعادلات التي يذكرها الناس في تعاملاتهم اليومية .
نعلي من جلد الطرقات مشقوق وناشف ، أدربه على الرجوع والذهاب لبوابة مرسوم عليها خيول نافقة ، وكلّي معبأ في صندوق بضائع كان يتم إعدامها في الظهيرة الباردة .
لوني شاحب وأنا أنظر للطريق في أثناء ماكانت ريح باردة تضرب صدري قادمة من فجوة الليل ، حيث أمي تمسك بحقيبة وتخبط بها على ظهر قطار كي تراني .
اسفلت ، ومقبرة ، ورجل يصفّي زجاجة خمرة رخيصة في حلقة ، ويطلب أن أعيره سيجارة وهو يتفلسف عن مشروع إنساني تبناه طيلة عقدين ، وعندما اكتشف خيانة زوجته التي لم يحبب غيرها ، اتجه لشرب الكحول والنوم في المقابر كشعور بالهزيمة ، هو سمّاها ( انتقال الشعور )
البيت لم يعد موجودا ، وأنا لا أعود في المساء ، أطرق بوابات خشبية مثلما أطرق طاولات المقهى القديم كي أعوّد الذاكرة على نوع جديد من الأعمال .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى