فتحي مهذب - ستون سنة أمام المرآة.. شعر

أقف أمام المرآة
مثل فارس شجاع.
دون أقنعة أو طواطم.
أحدق في كنيسة وجهي
المائل الى سمرة باذخة..
أصغي الى صلوات القمح في بشرته..
وطنين نحلة المخيلة تحت شحمة الأذن.
ايقاع الكلمات المرفوعة الى الأعلى.
وجهي الذي سيسقط في النسيان.
أحاول معرفة نفسي..
- صوتي الذي يسبح مثل سمكة مذعورة في فمي..
- الله الذي يختفي في رأسي
مثل مقاتل شركسي..
- ماعز اللاوعي المتدافع في الهضبة المعتمة.
- سكان الجسد النائمين على الحافات الحرجة .
أنادي سائق الكينونة في قمرة القيادة..
لماذا هذه الطائرة لا تطير الا في النوم
دون مراقبة أحد..
تطير في سماء عميقة ملطخة بالغيوم.
هذه الطائرة التي تقلني وحدي..
مكسور الخاطر ..
حاملا حقائب متناقضاتي..
تتناهى الى سمعي موسيقى جواسيس..
سخرية كائنات ماورائية..
زعيق اوزة عمري العبثي.
لأنها ستصطدم يوما ما
بناطحات سحاب..
وينتهي كل شيء.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى