ماجد مطرود - بسمةُ القنّاص.. شعر

[SIZE=26px]الى جميع القنّاصين في العالم [/SIZE]


يقفُ على أعلى البناياتِ, يرصدُ قنّاصًا آخرَ موازيًا له بالضّبط
رأى نقطةً حمراءَ قادمةً إليه .. فتذكّرَ شريطَ حبيبته الابيض, المنقط بالاحمر الفاتح
ذلك الذي كانت ترتديه وهي ذاهبة الى المدرسة ..
تذكّرَ معلمه, وزملاءه الذين كانوا يلاعبونه بالطّين والطّبشور
تذكّرَ دراجته الهوائية الخضراء, التي كانت تقلّه من شارعٍ لشارع
تذكر سدرةَ الحيّ العظيمة.وثمارها المحمرّة, التي تمنح الناسَ ظلا رطيبا
تذكّرَ أمّه, وأخواته الجميلات
تذكّرَ بيت العائلة, وسقفها الامين
تذكّرَ كلّ شيءٍ جميل
تذكّرَ عبارةَ : "من راقب الناس" تقلّبت احواله وخالجه حزن شفيف ..
فقرّر أن يترك هذه المهنة َ,
أن يتركها بجيوبها المترهلة وسؤالها الحائر
قرّر أن ينزلَ مصرَ والعراقَ والشامَ.. ويسير على الاقدام
أن يشربَ ماءً فراتا ليغسلَ قلبه من بارود الخطايا.
أن يبتسمَ لدمهِ ولو بمقدار قطرة
أن يحلمَ ولو في وقتٍ متأخرٍ من ليلةٍ قادمة
قرر أن يبتسم
لكنَ النقطةَ الحمراءَ,
تلك التي قررتْ أن تاتي بوقتها,
كانت أسرعَ منه, اسرع من قراره,
اسرع من نزوله,
وحلمه
فأصابته
وماتَ على الفور
مات مبتسماً
من شدّةِ التذكّرِ
وربّما من طولِ تأخير

---
بلجيكا




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى