تامر الهلالي - رجل الكهف..

أنا رجل الكهف
تجنبت الموت حتى الآن
و لأنكم عدتم إلى همجية العصور الأولى
أستطيع الأن أن أخبركم بالسر :

كل سنتين
يلاحظ الجميع أني أشيخ سريعا
تنتابني نوبات شرود
أعود فيها إلى بدائية عصور البكاء

يحدث هذا بسبب لعنة لا أستطيع التخلص منها
عندما رفضت الموت
منذ ملايين السنين
فداء لنبوءات الماكينة
و نصوص كهنة المعابد
و فرمانات الديكتاتورية و الديمقراطية و الماركسية و الشعبوية و الملكية..
ثم سيزيفية الورقة و القلم
وحتمية الرقم
ثم مزامير الشاشة
و كل كتبها المقدسة

كلهم أجمعوا على أني لابد أن أموت بشكل عادي
أني سآكل و أشرب و أحزن و أفنى
و أنا أردت أن أفر طوال الوقت
كانت اللعنة أن أعيش إلى الأبد
أغير و جهي عندما أشيخ كل عامين
بتقنية ما
ثم أنتقل إلى وطن آخر
و أغترب من جديد
و أبدأ من جديد
و أشيخ سريعا
أختفي كي لايلاحظ أحد

كان كل ما أردته ألا أموت مجانا
و أن أحتضن حبية ما كلما جائتنا أبدية المطر
لتفاقم حزننا
و شبقنا
و حب لعبة الوجود
في دفء وطن ما
يقدم لنا بعض الخبز و الشاي الدافيء
و تبغ من شجر لا يموت سريعا
بحسب النبوءات المتراكمة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى