تامر الهلالي - تراجيديا إعادة التدوير

لا خبر سيفوتك
كل شيء سيكرر غداً
لو سألت الورق و العمر ماذا فوتت
لو سألت تلك التجاعيد البسيطة في وجهي الطفولي
والسكر المتراكم في الخلايا
ماذا كان يستحق ان أتمسك به
ماذا كان يجب ان افلته ولم افلته
ماذا ندمت عليه كثيراً رغم أن عمري كان فيلم كوميديا سوداء قصير جداً وطويل جداً في الوقت ذاته

اعتقد ان الإجابة ستأتي مني حين كنت طفلاً و كانت لتكن: أحب نفسك
لا تقفز بينما تستطيع السير
لا تتخذ قرارات في لحظات يأس مريرة
لا تتزوج بنات لا يجدن شيئاً سوى الشعور بالملل
بينما لايردن فعل أي شيء سوى مراكمة مزيد من الدم الأسود إلى شرايينك
لا تمارس الجنس بل احتفي بالحب
ولا تيأس من ندرة وجوده
ابحث عنه إلى ما لا نهاية

أعتقد اني اخطأت كثيراً في اعتناق فلسفة إعادة التدوير
إعادة تدوير الأخبار
و إعادة تدوير نساء كن مستمتعات بحالهم في صناديق الهوامش
و إعادة تدوير وطن لا يريد ان يكون وطناً

كان علي ان اصنع ولو كوبا من ورق
فيلماً عن تراكم الأتربة في غرفتي
قصائد عن وطن أرسمه
عن امرأة تنتظرني على شاطيء محيط جنوني
تراقبني
تضحك
تبكي
تخلع ملابسها
و تداعب حلمتيها حين تعرف أنني اقترب
المهم اني كان علي ان أفعل أشياء بنفسي

كان علي مثلاً
أن اصنع خبراً عني تحت عنوان يشبه: رجل يحاول التغلب على ألمه بكتابة شعر غريب عن اللغة
او : رجل ينقذ نفسه من امرأتين نصبا فخاخاً لقتله عبر الذهاب بعيداً
مكث عارياً على شاطيء ناء
و حفر في كل الجبال رسماً لامرأة ترى جسده الشمس
و كلماته السماء والقمر
و صوته السنابل التي تكفيهما لعمر من الحب بلا عقل
بلا ضفاف

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى