أحمد اسماعيل - كتاب أحرفه لا تنام..

كان السكون المخيم هو أشد ما يخنق ذاك المقهى ..وهو بعيد عن لفيف ذكريات تحتسي الشوق في الركن المنسي المطل على نافذة بيضاء..
حيث بقايا حسام تقتات جنون البحر واحتضانها الشمس تارة و القمر تارة
وهما يضيئان شقاوة اللحظة...
التي تمرمر كل شيء الآن
يسأل حسام وهو قيد حسرة
أين ذاك البحر الذي كان يهز هيبة الوقت ؟
أين جموحه ؟
لم لم يعد فيه ذاك المد و الجزر الذي يتعقب خطواتهما ؟
ليزيلها
خوفا من احتضار أحدهما وهو يعيد الزمن إلى الوراء بسوط حنين
لم يكن يظن أنه وعلى امتداد ساحله مداد لحكاية...
تبدأ من تلك الطاولة الدائرية التي جعلت من تشابك الأكف أقطارا تستند بها على المحيط
المحيط الذي يختفي مع الجنة المزهرة بهطول نظرات تتسابق فراشات النبض لترتشف رحيقها
وتصنع من ألوانها مركبا أبيضا تعكس به شفافية الكلمات
التي غلفت بعبقها الورود الموضوعة في الكأس...
يسأل نفسه :
من اي ماء شربت تلك الورود حتى نسيها الذبول...؟
لتبقى كما تلك اللحظة الخالدة...
قصائد تناوب على كتابة سطورها شغف كرسيا الخيزران اللذان يستمدان متانتهما من ارتعاشة الساقين
لا برد هناك
هي ترتعش لتملأ الروح في المكان...
رغم مضي شتاء عاصف بالغصات على فراق صباح أشقر
هكذا حسام يزهر بابتسامته كلما جلس
فالربيع هناك كتاب أحرفه لاتنام.


أحمد إسماعيل سورية

https://www.facebook.com/photo.php?...k6G_11LsBTNXefunHn0zPA3pjCl0TkRc8vdBA0vCAE8AH
  • Like
التفاعلات: فاطمة الفلاحي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى