عنفوان فؤاد - Made in سوريا

حزين هذا الصباح..
حزين هذا الجسد..
حزين هذا اللون..
كان من الممكن إطفاء النهار،
وإشعال قلب مهمل.

سورية:
ماكنة طباعة
الجثث.

البندقيّة سنبلة، ما إن مالت..
أطلقت سبع رصاصات
في كل واحدة
مائة طفل.

المآذن في عطلة،
من الصلاة.

الكنائس تكنس النور،
من على سطح الأرض.

ويحدث في سوريا،
أن الحمائم أيضًا تنبح !

نُقبّـل الجثث.
لمضاعفة أعيادنا.

القُنبلة لا تُثير اهتمام أحد..
تقول كلمتها
ثم تخرس.

اِحمل جثّة طفل..
لتُشعِر قلبكَـ بالصيانة.

الموت، فاكهة طازجة
طازجة..
في حديقة الحرب.

أبوابها الواسعة..
تصلح تمامًا
لملاحقة صور الموت.

من شقوق الطفولة..
بالونات، بالونات، بالونات..

في حوار بين المرأة والرحم:
لمن أجهزّكَـ
والموت في اغتصابنا القديم.

سوريا
من خلف الباب
تمدّ ألفها..
تمدّ عنقها..
تمدّ رأسها..
تمدّ عينها..
تمدّ.......
دمعها،
كطفلة خائفة
لتراقب الجثث.

طفولة خضراء..
تنتظر القطف.
جاهزة للتحميل المباشر
إلى آخرِ قنبلة.

الحرب العاقر،
من حسدها
تتبنى أطفالنا.

بعد الانفجار..
ولا حتى غراب
ينعق هذا الدمار.

أسفل القلب
كندبةٍ كبيرة،
أحمل اسمكِـ

أُكتبْ سوريا:
تتسلّل الحرب إلى القصيدة
بخفّة لص وحنان موت.

أكثر من جثّة
مُعطّرة بالرماد
ما إن شمّها الموت،
ركض هلعًا
إلى حضن سوريا.

وحدة قياس المسافة اليوم.
كم كلدم...
بين الموصل وحلب؟

زر الطوارئ
عالق ما بين سماء قبر..
ومقبرة حياة.

كفتاة يتيمة ينام اسم سوريا،
على صفحة الحياة.


09/09/2016

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى