إبراهيم مالك - حَجر مَنزِلي..

لَستُ مَعنيا بهذا الصّراخ
و الهَلع الذي يَجثمُ حاليا
فوقَ صَدر العالم
مَارسوا مَخاوفَكم بَعيدًا عن قَلبي
أُريدُ أن أنعمَ بِبعضِ الهُدوء
و أَستمني ضَاحكًا
فَوقَكُم
اللّيل لُعبةٌ أَخيرة
مَارسناها بِغُموض
و جَلسنا نترقّبُ النّتيجة،
لكنّنا إبتُلينا بِخَساراتنا الفَادحة
أنتَ وحدكَ في حَجرك المَنزلي
تُمارسُ شَغفك بالعُزلة
و الوِحدة،
أثناءَ هذه الفَترة رَبّيتَ كلبًا
لكنّه كَبُرَ و عضّك في سَاقك،
ثم أَحببتَ إمرأةً
لِتَنعمَ بِبعض الدّفئ
لكنّها رَكَلتكَ في قَلبك
ثم تركتكَ،
أخيرًا حاولتَ أن تَتأقلمَ
مع الوَضع و تَعيشَ وحيدًا
لكنّ الحَياةَ العَاهرة خذلتكَ أيضًا
و انتزَعت منكَ وحدتكَ
لم تَكُن صَغيرة
تلكَ المرأة
التي قالت لكَ أحبّك
لقد رَبّت هذه الكَلمة كَثيرا
في قَلبها ،
لِتأتي أنتَ
و تَقطفَ الثّمرة المُحرّمة
الهَواء باردٌ في الخَارج
الهواء ليسَ مَوجودا في الدّاخل
من أين تتنفّسُ هذه القَصيدة!
أطفالُ الحَي
الذين عَرفناهُم يَرضَعون
ثَديَ أُمّهاتِهم
كَبُرَ كلّ واحدٍ مِنهم
و أَصبحَ يَرضعُ ثَديَ حَبِيبتِه
وَحدي بَقيتُ هُنا صامتًا
غَير مَعني بهذا الصّراخ
أُمارسُ لُعبةَ الاختِباء من المَوت
الآن عُمري..
سِتّون خَيبةً مِن الحَجر المنزلي
و القَليل،القَليل جِدّا من الحَياة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى