كمال أبو النور - عالقةٌ عند تخومِ السماء

تعالَ أيها الليلُ
إننا نبحثُ فيكَ عن الحُبِّ
نحملُه بأصابعنا كوليدٍ نتلقفُه من الرَّحم
نشعرُ به في أنفاسِنا المتأجِّجةِ بالتنهُّدات
نحتضنُه في قلوبنا المتعرِّقةِ
من زفير قبلاتنا
نصلُ إليهِ وكأننا لم نصل
نذهبُ إليه جوعى فنأكل ونظلُّ جوعى
الأرضُ ليست عذراءَ
نحن مرايا للغابة موطِنِنا
ذكرياتُنا مغشوشةٌ وحمقاءُ
إنْ كان لقلوبنا أن تستمرَّ كسهمٍ
لايخطئُ الهدفَ
وتواصلَ التجديفَ كسباح
فعليها أن تصابَ بفقدان الذاكرة
برصاصةٍ مجنونةٍ في قلب "لَيلَى“...
من الحُمق أن تعيشَ أجسادُنا أسيرةً
لشجرة واحدةٍ
من حق الشجرة أيضا أن تستبدلَ الراعي
كلما تأكدت أن ثمارَها فقدَت شهيتَها
الحُبُّ أصعبُ بكثيرٍ من الموت
الوصولُ إلى كوكب X
أسهلُ من الوصول إلى الحُبِّ
الحُبُّ جمرةٌ تسكنُ القلبَ
حينما تغادرُهُ تصطحبُ الحياةَ معها
في رحلةٍ أبدية
الحُبُّ يبدأُ من خروج عصفورٍ من قفصه
من نزعِ الثلاثين سنا للأسد
من تبديلِ ملمسِ الشوكةِ
في ظهر القنفذِ إلى ملمس الشيفون
من عناق رُوحَين هاربتين
من مذبحٍ عائليّ
المحبةُ الخامُّ لن تصلَ الأرضَ
ستظل هناك عالقةً عند تخوم السماء
كلُّ مايصلُنا منها رذاذٌ
يقي البشريةَ من الإبادة
تعالَ أيها النهارُ
أنتَ باردٌ جدا وأخرسُ
ولن نجدَ أفضلَ منك قاتلا
لنواري هذه الفضيحة.

----------------------------
( كمال أبو النور )

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى