عبد الحميد الصائح - قصيدة النَثر..

1
حينما أشاهِدُ حَفْلَاتِ التَّعْذِيبْ
أتقيأ الْمُوسِيقَى
تُفزِعُني الْجُمَلُ الْمُنْتَظمَةُ فِي صُفُوفِ الْكَلَاَمْ.
أطهّرُ حمّى الشِّعْرِ مِنَ الكِتابَةْ.
وأسْتَمِعْ لِنَفْسِي .

2
فَرْقٌ كَبيرْ
بَيْنَ أنْ اُكْتُبَ عَنْكْ
وَأن اُكْتُبَكْ
بَيْنَ أنْ تَقولَ
وَأنْ تَكَوُنْ

3
خِيَانَة
أنْ تُرَمِّمَ سِيْرَةً مُفَكَّكَةً
وأحْداثاً
حِينَ تَكْتُبُهَا
تَسِيلُ الدِّمَاءُ عَلَى الْوَرَقَةِ

4
تَعَالَيْ
فَعَولنْ
لَمِ اِقْصِدْ ذَلِكْ
انها حياتي بِاِنْتِظَارِكَ .

5
لاتأتيني زائرةً
فَاِنْكِ هُنَا
الأرضُ الْقَلِقَةُ الَّتِي شَهِدَتْ حروبأً أمميةً بالحِجارَةْ
تَناوبتْ على عِبادتِها الرّقابْ
وتَبادَلَ سيرتَها الجزّارونْ

6
مِنَ أينَ تَاتي ايقاعاتُ الدَّمْ
وَأنْتَ تَعْزِفُ عَلَى أعصابٍ رَاجِفَةْ
وَهُنَاكَ احْتِمَالٌ شِبْهُ مُؤَكّدٍ
أنْ يَعْثرَ الْحَرَسُ عَلَى جثّمانَكَ مُلْقًى عَلَى الْحُدودِ

7
لاتكتبوا رَجزًا فِي سَاحَاتِ التَّحْرِيرِ
وَتُلَحِّنُوا الْمَوْتْ.
اُنْثُرُوا الْحُرِّيَّةَ
وَدَعوا الْوَطَنَ يُثَرْثِرْ.

8
الَّذِي فَتَحَ وَكَالَةً لِلنَّارْ
خَدَعَنَا
اِبْتَلَعَ الآخرة،
وتركَنا نَنْتَظرُ عَوْدَتَهُ كأيّ شُعرَاءْ.

9
خَدِيعَةُ الْوَطَنْ
خَدِيعَةُ الْحَنِينِ
الْقِطَارُ الدَّائِرِيُّ الَّذِي رَكْبَهُ الْمُهَاجِرْ

10
تَوَهَّمْتَهَا لَكَ وَحْدَكْ،
غَيْرَ المُبَالِيَةْ
تَنْتَظِرُ الْقَادِمَيْنْ
حِينَ تنْتَهِي اللُّعْبَةُ كَيْفَمَا تَنْتَهِي..
الْمَدِينَةُ

11
يالِذلِكَ الأصْلْ ،
الذي ارتَكَبَ الخَطأ
فأطْلَقَنا مُنْفلِتينَ
حتّى يومِنا هذا

12
لِمَاذَا وُلِدْتَ عَلِيلاً
تَمُوتُ فِي النِّهَايَةِ

عبد الحميد الصائح
16/04/2020



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى