حوراء الربيعي - الواحدةُ بعدَ مُنتصفِ الهذيانِ

تستلقي الأيامُ فوقَ وجهِي ندوبًا
والشوارعُ التي مشيتُها أوجاعٌ على قَدمِي
لا أرى المسافاتِ لكن الوجعَ
يستفحلُ كلَّما دنتْ الهاويةُ مِنِّي
- الأرصِفةُ
ما عادَتْ تحرسُ الطرقَ
بل جُدرَ أشواكٍ تعوقُنِي إلّا إتمامَ المسيرِ
التحملُقُ في الفراغِ
نافذةٌ لأرى نفسي
مِن مُنتصفِ التدلِّي في الفضاءِ
روحًا تائهةً
"مشلولةَ الجوارحِ والأركانِ"
بتضرُّعٍ زُمّت مُقلِي للأبوابِ
أنتظرُ طرقَ الإلهِ
استسلامِي لشركِ النُضجِ
شدَّ عصابةَ البؤسِ على عينيَّ
فصرتُ لا أرى إلّا النقصَ
أجزاءُ الأُحجيةِ الضائعةِ
هي أكثرُ الأجزاءِ.................. حُزنًا
وحيدةً تطوفُ ما تحتَ الأرائكِ
........والأَسرَّةِ
اللوحةُ تشكو فراغَها بِلا إشفاقٍ
مجزومةَ الساقِ أو المُقل
فتبيتُ غيرَ قادرةٍ على المسيرِ أو البكاءِ
نتسلى بِجمعِ حُطامِنا
والراحلونَ عنَّا
ضياعٌ بِلا إستغناءٍ
لتنتقصَ الصورةُ باكتمالِ المضضِ
وبَعثرةِ الضحكاتِ
كيف لنقاوتِي أنْ تَغمِضَ؟
وشبحُ بؤسِها غولٌ يتجرعُ الغرفةَ والجُدرانَ
ووسائِدي
تقطيعُ الأصابعِ ما عَاد حلًا للتخلِّي
فالنفسُ تقبِضُ على الذكرياتُ
بأسنانِها
أضلُّ وتضلُّ شِفاهِي معي
هل للأصواتِ سامعٌ يا تُرى؟



العراق_بابل/ الخميس ٧ آيار ٢٠٢٠

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى