علاء نعيم الغول - من كتابات السهر

(توصية)
إذ ليس يكفي أن تحبَّ
وليس يكفيكَ التشوقُ خُذْ خطىً لتكونَ
لي بطلاً بدرعٍ لامعٍ وقصيدةٍ
وزجاجةِ للعطرِ أو كوخٍ بعيدٍ
في مكانٍ ما لنزرعَ شجْرةً أخرى
وننسى أنَّ هذا الوقتَ يرهقُنا بفكرةِ
أننا نحتاجهُ لنمرَّ من بابٍ لبابٍ
كي نكونَ معاً هنا أو خلفَ هذا السورِ
هل في البيتِ ما يكفي من التفاحِ
من عسلٍ بطعمِ البرتقالةِ من بقايا
قهوةٍ مفتوحةٍ للعشقِ هل ستجيءُ
ليلاً أم ستنتظرُ الصباحَ
فقط أريدكَ أن تباغتني بصوتكَ حين تهمسُ
لي بشيءٍ كنْ جريئاً وقتها لا تخشَ
ما قد يستجدُّ هي الحياةُ كزهرةٍ لا تنتظرْ
حتى يغادرَها العبقْ
ما نستطيعُ الآن يمكنُ أنْ يعاندنا غداً
والحبُّ يشبهني ويشبهنا معاً.

(توت)
لكَ طعمُ لونِكَ أيها التوتُ الشهيُّ
أنا مذاقُكَ فارتعشْ إنْ لم تَسِلْ
بين الشفاهِ مراوغاً للظنِّ للتشبيهِ والصورِ
المثيرةِ في مخيلتي لأنكَ دافىءٌ عذْبٌ
سأشبعُ منكَ أعصرُ ما تخثرَ منكَ
أرشفهُ ككأسٍ من نبيذٍ جارحٍ في الحَلْقِ
يبعثني على توسيعِ ذائقتي لأثملَ منكَ يا نزقَ
التمنَّي واشتهائي أيها التوتُ الذي لم ينتبهْ.

(استرخاء)
القطُّ أيضاً هادىءٌ
متهيىءٌ لينامَ قبلَ السادسةْ
وأنا أحبُّ الشمسَ
قبلَ شروقها بدقيقتينِ ونافذةْ
وحبيبتي تمتدُّ ما بين الوسادةِ والغطاءِ
كشرنقاتٍ للحريرِ كأنها قطفٌ
من العنبِ الملونِ قبل موسمهِ بيومٍ أو
أقلَّ بحبةٍ وحبيبتي أيضاً تراودني
عن الباقي من الليلِ المعبأِ في جرارِ
الصيفِ أو في علبةِ الكبريتِ مشعلةً فراغاً
بيننا بشفاهها أو ما يزيدُ بقُبلتينِ وهمسةٍ.

(خرافة)
من بذرةٍ في الأرضِ تبدأُ فكرةٌ
وتغيبُ أخرى تنبتُ الدنيا وتصبحُ
مرأةً مجدولةَ الشعرِ الطويلِ نحبها
ونخافُها وتضيعُ منا في دروبِ الغابةِ
السوداءِ في أحلامنا والخوفِ يأتي النهرُ
من وجعِ الجفونِ تفجرتْ تلك الينابيعُ الأثيرةُ
بالهواءِ ومن بذورِ الماءِ ننبتُ نحنُ ننمو مثلما
ورقٌ على غصنٍ ضعيفْ.
الأحد ٣/٦/٢٠١٨
تفاصيل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى