محمد عبدالعزيز أحمد "محمد ود عزوز" - ماذا تفعل في منفاك / داخلك

ماذا تفعل في منفاك / داخلك
الصحراء في الداخل
تزحف على حدائق الحلم
وترضعها السراب
وتُعلم صمتك
مُحاورة الرمال
صوت القطارات يزحف على السكك المهيئة
للاسفار
العابرة للجوازات
العابرة للذكريات
ماذا تفعل
حين يقدو الصمت مُزعجاً
" استلف من الضجيج الهدوء الكاذب "
لاغفو عليه
ماذا تفعل
حين تنسى كيف تُقبل فتاتك
اضع القلم على فمها ، ليُعلمني الحبر
ابجديات الارتعاش
وفنون التلامس الشهي
اخر قصيدة كتبتها كانت مريضة بعجز جنسي اتجاه الادهاش ، شحذت اطراف الحروف ، ثم
" فصدت حلق القصيدة "
هكذا نزفت
هكذا بكت
هكذا نضجت
واصبحت قادرة على البكاء بحلقها المفصود
كنت اعشق السفر
ولكن منذ ان مررت بمحطة طرفية
اخذت فيها كل شيء معي
ونسيت نفسي هناك
حين غفوت على وسادة ، اكثرت من ارتشاف الخمر " العرقي "
تذكرتني الحقيبة في الطريق
افترضتني
رجل فائض عن السفر
وواصلت طريقها وحدها
كنت اكتب الشعر
ثم وجدت نفسي بين " بيتين " في قصيدة ما
بيتين
احدهما يبيع النساء للقواقل العابرة
والاخر
منزل لحداد الاصدقاء
عندها اخفضت قلمي " للبيوت اذنان "
مضيت من الجدار الخلفي للدفتر
متسلقاً ابجديات حادة
ادمت الاصبعين
وخدشت قميصي بالدم الازرق مثل الموت
من يومها
وانا اتفادى البيوت
حتى عندما تضع القصيدة " احمر النص "
على شفتها
لتوهمني بانها " غزلية الرغبات "
كنت امضي
في مدن سقطت شوارعها
اشجارها
احلامها
قايضت ازقتها " بول السكارى "
بملصقات للانتخابات
تعلمت نساءها
مُضاجعة العابرون المجازيون ، عبر قبورها
كأنها تواسيهم في موتهم الطازج
وربما تستقل قصر الذاكرة
لتطفئ احتراقها المشتعل ، بفياجرة فقدت فحولتها
امام الأسِرة الممزقة
ماذا افعل امام المنفى داخلي
اتحلى بالوطن
حتى الوصول الى مقبرة وسيعة بما يكفي
لننام دون ان تزعجنا الخيالات الخاوية
والنداءآت السرية للجروح المٌحالة للعتمة
سنصل
وربما سنموت
وربما سنكسر المنفى ونخرج من الداخل المتمدد
نحو الخارج المتضائل
وتتوه اتجاهات في الفوضى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى