منى محمد صالح - تركوازية الصمت!

سأخون الكلام، أستحضر صمتى، لغةٌ تلتقط دهشتها للتوِ، خيطاً من الضوءِ، يفترش صليل الداخل، ضجة اللون المغمّس بنكهةِ الوجع الغامض بك،
يطرق نوافذى مثل دِيَمٌ يتساقط بسكونٍ ودفء، يُوحدنى بك، كما لم نكن من قبل!
سمّها ما شئت، إنه أنت حين تندسّ بين أضلعي فرحاً يُلوّن فصولي، يعتلى موج المسافات البعيدة،
أتفقدُ إزدحامك حولى حدّ الإحتواء، وكلما ممدتُ يدى للنسيانِ، يصافحني الحنين كالمُزْنِ، كلما ذوى وذاب، أصير أنا ظلُّ العصافير.
أيها البعيد، ليتك الان هُنا،
نقتطف معاً فاكهة الصباح، شفقٌ يعبر سر الفصول الممتده بيننا، أزهار ينبت عطرها مداً،
يغنى بوحه الحنون، ولا يرتحل عنّا
أنتَ لست لكَ وحدكَ،
قديسٌ هُنا فى القلبِ،
قيامةٌ تعيد لي شمسي المسروقة،
عطر قرنفلتي،
غبار ألواني المعفّرة بكَ،
روحٌ، أنتَ نطفتها، نقطة الإبتداء، النهايات التى لا تنتهي إلّا لتحملني إليك،
.كل شيء باقٍ كما تركناه منذ قديم، وحيداً، مازال يشبهنا!

هل قلت لك أنني أُحبكَ، وكل يوم يأتي أُحبك أكثر؟
كيف تجعل ذلك مُمكناً!
أنت تُولدني حياة، فرحٌ يتلبسه نزق الأيائل،لعنتك اليقين،
غيمة الصراخ الرباني، يندلق عقيقها شهادةٌ أخيرة، تعيد ليُتمي الحياة، أنفاس التعب الممض،
تفاصيل كلماتي المبعثرة، حين تكون بقربي، يُربكها قمرٌ حنون ينام على أُغنيتي،
ولا شيءٌ غيرك يملأ الروح، وكل شيءٌ داخلي يهمس بإفتضاحٍ مدوٍ؛
هذا الباذخ الحزن،
حبيبي منذ ولادتى
أنا سنونوته
لؤلؤة بحره
تأتأة الحنين
دفءٌ لا يفرط بأسراره
صبيةٌ توسدت بكارة كلماتها الأولى معه
ودفء امراةٌ لم تعشق سواه أبداً!

منى محمد صالح
القضارف 12 سبتمبر 2014

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى