أمجد زكريا - عِندما زَارني الموت

رسالتي إليك

_ بِلا مُقدمات، أود إخبارك بأني عجوز كاره للجميع!، ولما تبقى من لحظاته في هذه الحياة.
لم أكن عدائِيًا من قبل، ولم يكن قلمي سابِقًا مُلوِثًا للبَصر!.
إن شِئت واصِل قرائتِي، أو أهجُرني كمَا فعل شبابي...

كُل ما أردت قوله لاتؤذوا كبريائي، أنتم لاتُدركون شيئا!؛ فقد عَاش حرًا فخورًا، فلا تطمِثوا هويته، علام التذمر!،
من يُخبر زوجة إبنى بأني لن أطلب الطعام إن لم تحضره، وبأني أموت الف مرة قبل أن أطلب منها أن تساعدني علي اِستبدال ملابسي، أو كأن أرى تأفف إبنى يومًا!، من يخبر ذاك الصبي بأن كوب الماء الذي طلبته وإستغرق كل ذلك الوقت في جلبه لم يعد يهمني!؛ فقد رحل العطش!، من يخبر تلك الجارة اللعينة التى تمر قرب باب غرفتي المفتوح، أن تتوقف عن رمقى بتلك النظرات، التي مفادها، أمازلت جثتكم تلك تتنفس!، أخبر حفيدتي أن جدها يصرخ أحيانًا قهرًا لاقاصدًا إخافتها..كل ما أردتُ قوله لاتؤذوا كبريائي مجددا!..
وأنت أيها الموت أنقل رسالتي جيدًا، فقد كنت أخاطبك منذ البداية!.
_الموت: لا تقلق هم أكثر تهذيبًا،وشوقًا، وإنصاتًا في حضوري.


أمجد زكريا/السودان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى