عامر الطيب - عندما كان أنطونيو بورشيا طفلاً

إلى أنطونيو بورشيا


عندما كان أنطونيو بورشيا طفلاً
نبهتهُ والدته:
" كل سنٍ تقذفه نحو الشمس ستهبك مكانه شيئاً
و لأن الشمس خزانة للحِكم فإنها ستهبك الأشياء
التي تنفعك لاحقاً
لكن ليس في قضم الكعك و التفاح الأخضر فقط ."
و هكذا قذف أول سن له
فقالت والدته:
هل تعتقد أن الشمس تجاهلتك؟
قال:
نعم.
و تنتظر أن يصلك شيء منها؟
هز رأسه موافقاً
فأجابته:
لقد منحتك حكمة الإنتظار إذن.
قذف السن الثاني و هو مفعم بالشغف
سألته والدته عندها :
تعتقد أن الشمس لم تهبك شيئاً
ولن تهبك شيئاً؟
قال: نعم صحيح
قالت له:
لقد وهبتك حكمة الشك.
قذف سنه الرابع
و دفع الباب على والدته قائلاً :
ما الحكمة؟
أليست فراغاً مخجلاً فقط؟
ما هي حكمة ألا تهبني الشمس شيئاً و قد فرغ فمي؟
فأجابته بجفاف:
لقد منحتك حكمة العجلة، اِخرج
و اِغلق الباب ،أريد أن أنام.
في السن الخامس اعتزل بغرفته محاولاً
أن يجد اللغز بنفسه
لكن والدته خاطبته بحنانٍ مشفق:
"أعرف الأمر جيداً
لقد منحتك الشمس حكمة التفكير "
في السن الأخير
فكر بورشيا بكتابة ما يمكن أن يعرفه
دون أن يلجأ للشمس
محدثاً نفسه
" كتابة أي شيء عابر أفضل من انتظار الحكمة "
داهمته والدته هذه المرة وهو يكتب
قائلةً:
" لقد منحتك الشمس كل شيء
و في حياتك القادمة
تستطيع أن تكتبَ دون أن تتطلع نحوها
أما بخصوص الضوء
فيمكنك فتح النافذة
التي تطل على عيادة طبيب الأسنان!


عامر الطيب


L’image contient peut-être : 1 personne, intérieur


L’image contient peut-être : ‎‎‎عامر الطيب‎‎, barbe et intérieur‎

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى