سلوى اسماعيل - أحاديث جدتي الطيبة..

مازالت أحاديث جدتي
تقرع كناقوس الكنيسة
ذاكرتي
المملوءة بالصلب
ذات حديث قالت
/ الصديق وقت الضيق/
دمرتنا الحروب
الجوع
العطش
مازلت أنتظر ذاك الصديق
يقول لمرةصباح الخير
شكراً جدتي لانك كنت كريمة
حين قلت
/بيت الضيق يسع ألف صديق/
ها أنذا أجوب الشوارع
اتدفأ على أنوار شرفاتهم
أراقص البرد
على دخان مدافئهم
والحجة البيت صغير
كنت مشبعة بطيبة الأولين
تلومين الكبير
رغم اخطاء الصغير
تحمين الأرعن صارخة
/الدّن الكبير يستوعب الدّن الصغير/
كبرت
تمددت
تسطحت
حتى تكسرت أطرافي
التصقت بالأرض
ومازالت العقول حظيرة
لاتلفظ إلا الروث
حين قلت ذات حديث
/ إذا راح الجمل لاتتحسّر على الرسن/
كانت مؤلمة
لأننا خسرنا كل شيء
ولكن بقيت الحسرة
حينها عرفت ان كلام الجدات مورفين
قمة السذاجة حين رددت
/ أصرف مافي الجيب يأتيك ما بالغيب/
كان الأولى أن تقولي
/ خبيء قرشك الأبيض ليومك الأسود/
هاهو السواد يلفنا
جيوبنا مثقوبة
طار الأبيض وكل الألوان البراقة
جدتي الطيبة
كانت حياتك شتلة ريحان
بيدر قمح
شجرة زيتون مباركة
وسرب حمام
شمس لاتشرق إلا للطيبين
اقتلعوا أشجار الزيتون
حرقوا بيادر القمح
قنصوا الحمام
وغصن الزيتون تلطخ بالدم
يغتسل كل يوم بدموع الأمهات
ليثبت انه بريء

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى