عامر الطيب - أحبك لأصير طيباً مع المسامير

أحبك لأصير طيباً مع المسامير
و القطط و الأزهار .
ودوداً
مع الأيام و الحقائب
و السيارات.
صبوراً على غيظ
النسوة و اللغة الأم
التي تهبنا الحليب
ممزوجاً بالدم .
مرحاً
مع الأصدقاء الجدد
و حزيناً مع نفسي!

عدم وجود أي ضجيج
في المكان
يعني أن ثمة امرأة
تسحب صديقها خفية في الركن.
شيئاً فشيئاً ستكون هناك
أصوات للسأم
و للحزن
و للقبل .
صوت القبل البطيئة
مثل صوت الطفل
وهو يمضغ قطع الحلوى بجدية غريبة
أما القبل السريعة
فلها أصوات الأطفال
الذين يمصون أصابعهم فقط !

لماذا مات يسوع ؟
سألتُ الأب و يدي ترتعش.
أعني أن رجلا مشى على الماء
كان من الممكن أن يحافظ
على حياته من التلف
و الأخطاء.
أعني أننا يجب أن نكتب نصوصنا
بثقة أقل
ذلك أنه
لا المشي على الماء
ولا الحب
ولا كتب الشعر نفسها
ستعصمنا من الموت!

سمعتُ خبر زواجك في الراديو
صدفة بينما كنت أنقل الصخور
إلى مكان بعيد.
كان الخبر طويلاً
صاحبته موسيقى خافتة
بدا المذيع متقصداً
فأعاد الخبر مرتين
و أنا أنقل الصخرة
صعبَ علي أن أبكي
أو أقف
أتقدم بالصخرة
أو أضعها بمكانها.
أيتها الصخرة
بعد أن تنتهي الأخبار
ستقعين من يدي على الأرض فجأة
فتظنين مثلي أنه مكانك
المناسب منذ الأزل!


زرقة السماء مجهولة
زرقة البحر متوحشة أيضاً
لكن زرقة عينيك حديث المدن.
نجدكِ في النار
التي توقد كدلالة للتائهين
لكن التائهين يخطرون كما نخطر
في الحب
يريد بعضهم أن يتدفأ
و يفكر بعضهم أن يغيظ الماضي فقط !

أبكي خائفاً
على مصير أي شيء في العالم
أنه معرض
لحياة رتيبة مثل حياتنا .
الكتب مجبرة على ملامسة
الأصابع ذاتها ،
النباتات مصلوبة على الجدران ،
الأمطار تضيع
في هباء الشوارع
كل موسم .
الأبشع من ذلك
إن الرجال يفتحون أبوابهم
يومياً
دون أن ينتبهوا .
الصدأ
ليست سوى فكرة سيئة
لأن تقع المفاتيح اللامعة بحب الأقفال !

أريد حباً يجعلني سيداً على قومي
أشير لقافلة فتجهز
ثم أنفعل فألغي الأمر
تنصب لي خيمة
قرب البحر
يصير النهار طويلاً
فتصلني الرسائل دفعة واحدة
أقرأ المزيد منها
ثم تتعب حياتي
لكن من يحبّ ينبغي أن يقرأ دائماً .
أريد حباً يجعلني شغوفاً
باللعب
و الأفلام
خجولاً للغاية
أغمض عينيّ برهبة
عندما توقد المصابيح من أجلي !

غداً ستحل روحي بجسد كلمة صغيرة
و لتكن أية كلمة تقولها امرأة
و هي بحاجة إلى نور
لتكمل طريقها
و قد تكون المرأة تائهة
أو معافاة
فلا بد أن تنتهز الفرصة لتهاجر
أو تتأمل حياتها جيداً
فتوقد روحي للتجربة
و تستغني عن النور!

كنتُ أحمل المباهج كلها في طريقي
إلى البيت
سقط الأمل فأنحنيت لأرفعه
و أثناء ذلك سقطت
الحقيقة .
أردت أن ألتقطها
فسقطت الطمأنينة .
قلتُ أن الأمر ليس صعباً
يجب ألا أرتبك
و ها أنا أحمل الدفء
فتسقط الحكمة
أو أحمل الهيبة
فيسقط الشغف .
وصلتُ إلى البيت إلا أن حياتي لم تكن كاملةً.
لقد عشت حذراً
من أن يسقط الحب
وأنا أرفع بقية حياتي عن الأرض!

أفعل الأشياء البسيطة بنفسي
كان أقطع صلتي بك أو أدعك تنامين
و أتخيلك امرأة ثانية ،
يصعب حب النساء النائمات
تذبل مفاتنهن فجأة
و يتعرق ذلك الجلال الذي يسعدنا
ثم أني عندما أمرر
يدي
كأني أمررها على حديقة حزينة
في الأعلى
أزهار تواقة لأن تتفتح
و في الأسفل
أزهار حذرة
من أن تتأخر الشمس!

عامر الطيب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى