جوهر فتّاحي - حلم

منذ حين.. في منامي..
رأيتها تلهو
في وادٍ خَطِرْ
اِجتمعت فيه
حبّات الرّمال
بالياقوت..
بأصناف الدّررْ
وكانت..
ترسم لوحات..
فيها ورد..
وشياه..
وبشر..
وسط مرج..
فيه عين..
ذات دَفق مستمر..
وأنا فوق التلّ..
أرعاها بشِعري..
وبنبضي..
وبشوقي..
والبصرْ
وفجأة..
تلبّد الغيم كثيفا..
والطقس اِكفهرْ
وإذا بالرّعد
قد دوّى عنيفا..
وانساب المطرْ
وإذا بالوادي قد غيض
وبالماء هدرْ
وجرى الماء قويّا
وطَمَرْ
كلّ ما يفضي
إلى تلّ النّجاة
البعيد..
المنحصرْ
وأنا من يخشى هبّات النّسيم عليها
ها أنا الآن أراها..
بين سيل، ورمال، وحجرْ
كدت أبكيها..
فما عندي سواها!
غير أنّي..
تذكّرت أنّي..
كنت بالأمس إلَها!
أصنع البحر بأمري
وأرسل الرّيح بأمري
وأنبت العشب بأمري
وأمنع الخِصب بأمري
فأمرت الماء في السُّحْبِ
فكفَّ
وأمرت الوادي في الحين
فجفَّ
ونزلت الوادي
عبّارا
ووصلت المرج
منهارا
وشددت منها معصميها
واختفيتُ لحظات
بين ضمّات يديها
وإذا بالنّار فينا
يشتدّ لظاها
نسيت هيّ خوفها وما
كان اِعتراها..
ونسيتُ.. حتّى..
أنّي قد كنت إلها
وصعدنا التلّ..
نمشيها الهوينا..
بعد.. أنْ منهُ..
قدّ كنّا أرتوينا..
بعد ذاك اليوم..
أحجمتُ عن بعث الرُّسُلْ..
واكتفيتُ بعينيها..
وأبياتِ الغَزلْ..
وأعلنت للخَلْقِ جميعا..
بأنّي.. ربٌّ معتزلْ!
وأفقت.. من منامي..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى