نوال حسن الشيخ - إنتماء..

في كوستي.. حيثُ أُفتتنت
خطواتي ناعمة كحلم طفولي
ينعشني ندى الأزهار
يعمدني ابنة الحياة
أتوضأ به للصلاة
يا محراب الجمال والإدهاش
بك أتجاوز العتمة،
وتجاورني الأرض
بانحناءاتها البضة..
أعانق الأشجار ببوحي
بنهر الضحكات؛
فتغني سيرة اللوتس..
عندما كان النيلُ جميلًا
عنيفًا
طيِّبًا
ومقدسْاً..
العصافيرُ تجيئني بغتة
بالحنين القديم
والشقشقات الصاخبة...
تلتقط حبَّات الذكريات..
تدسها في مخبأ
تنسى العالقة منها..
والملتصقة
كتفاحة (آبل) مقضومة الحافة
أنا الآن بلا مكان
بلا مسافة
بعض حنين في الركن القصي..
أتخلق في غبطتي المنسية
هناك..
حيثُ أنجبتني أمي
وألهمتني المناجاة
حيثُ الأصدقاء طيِّبيون..
قلوبهم مترعة بالغناء..
والرب يبارك كل شيءٍ
خطوات الرحيل
وتأشيرات الإياب؛
ليبقى هذا الإنتماء..
جمرة
ونجمة
وموجة
ومجد للشهداء.




* كوستي مسقط رأسي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى