صلاح عبد العزيز - رجل متعَب لامرأة متعَبة

كثير من الروائح لم يكن فى حسبانها أنها كريهة تعرف أن العالم بقبحه المعهود ما يزال . رجل متعَب لامرأة متعَبة يظنان أن العالم هكذا يسرفان فى الحلم كأن لم تكن لعالم الروائح عالم آخر ويتساءلان ألم تقرأ رواية العطر . بطل الرواية عندما اكتشف أنه بلا رائحة عرف أنه ليس إنسانا تماما فتحول إلى مُصنع للروائح . ولأن أعضاء الخدمة فى جسدى منهكون ظللت تستمتع بالروائح - انت وهى - دون أن يزوركما الشك ولو مرة واحدة . وعلى كل كان اكتشافا مذهلا عندما وجدتنى بلا رائحة وهى تأخذ بيدى كشجر الطريق الذى يأخذ بيدى أيضا دون اهتمام ويسلمنى إلى بعضه لأن أعضائى بلا نفع ولم يعد أحد فى خدمتى سواها تلك المرأة المتعَبة وانا بطبيعة الحال رجل متعَب أيضا . صرت بلا حارس سواها كضرير فى وحدة قاتلة يطرد كل خدمه . العينان مثلا لم أعد بحاجة إليهما سوى أن الرؤية ما تزال واضحة . المتعَب مثلى ما يزال يرى أن انهيار العلاقات مرهون بنا وبالحواس التى تهرب من شقوقنا وكلما قالت : الهروب أحيانا هو انتصار للسلالات !. أقول دون فم : كل سلالة مصنوعة من الروائح ، اغلقى النافذة ولنصنع عطورا من حواسنا .
- هل هناك نوافذ أخرى .
- هناك براح آخر يشدنا للتوالد من العتمة ومن قهر الجوع والمدن المهدمة والشعوب ال .........
- هناك عرق كالمطر فى هطوله بلا انقطاع وهناك الخاق باق صوت من السلالة فى المزج بين مياهين والدفق ما بين لا رائحتين يُكوِّنان نسلا له رائحة العشب فى احتراق بطئ .
- مناخ ليس متاحا بما نفقده أحيانا فى هزائمنا .......
- بل هو الأولى بإنجاز الوعود وما قطعناه على أنفسنا من البقاء أحياء نلم روائح ذات أزمان تختلف فى مهامها .........
- كالتى نصنعها الآن ......
- بالطبع ليست كل الروائح كريهة .....
وعندما انتهينا كل منا راح فى طريقه لم تلتفت ولم ألتفت الغائب فينا الحواس وما تبحث عنه من أجساد باستطاعتها فعل ما فعلناه سابقا ذلك الألم ولذته لم يكن فى استطاعتنا صنع غيره وبلا رائحة تقريبا خرجت منا الحواس بلا مطلق بلا اتجاه .

صلاح عبد العزيز - مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى