رضا أحمد - وأراقب العصافير من فوهة بندقية...

ثلاثون عامًا أو يزيد عن حقوق
التجول خارج الوقت
وهذا الجسد يعنى بي،
يزاول أمراضه بحرص شديد،
يتنكر للألم،
يزعق في الوسائد الناشفة والمرايا
ويعود كل ليلة من الموت
يحمل عني اسمي
ويتقبل ولائي،
يجثو أمام سريري
ويصلي للفراغ أمامه
الذي جعله يتجدد باستمرار
دون أشباه.

ها أنا ذا أنفض يديّ من الظلام
ليس لي من سيرة الأموات
غير عينيّ المقلوبتين للخلف
وكابوس طويل يشبه مطبًا صناعيًا
على سجادة حمراء،
أركض
وقليل هو الأسفلت الذي يخصني،
أقف
قليلة هي الأقدام التي تحتك بي
والملاذ نظرة مهجورة على الشاطئ
تنقل الغرقى من أمعاء البحر إلى المنافي.
أضع سيرتي الزمنية في خزان وقود دمية،
أردد السؤال المعتاد: من أنا؟
وأكنس الرماد.
ما اقترفته لم يجعلني قاصرة
ولا عجوزًا تخيط ثوبها في الستين بخيطٍ مهترئٍ
وعينٍ انصرفت عنها الوجوه؛
كان يجب أن أكون غريمة لشيء ما،
مضطهدة في قضية شائعة
وصاحبة فضيلة في التندر على المآسي،
زرت المقابر المنسكبة على الأرصفة
وتمتعت عيناي ببريق الخوف؛
أدركت أن الصراخ تخنقه رفوف الغبار والحذر
قبل أن يتهاوى ساكنًا في فوضى الورق
والألم غريزة بدائية تدفعنا أحيانا لصداقة سكين
وأن الحب مازال مقدسًا في الكتب
وعند العوانس الأربعينيات
ولا سبب أكثر من الملل يجعلنا ننام.
الأحلام
كلمات تصل متأخرة،
مترددة،
لا تأخذ مما في داخلي
إلا رغبتي في أن أهَذر وأتحدث عن موت
يستمع إليّ،
لا شأن له إلى أين ستمتد حكاياتي
وكيف سأرعى شتات أنفاسه الباقية؛
ما عليه إلا أن يبتسم لي
ويقبلني
طواعية
وبإسراف.
أترك قلبي مكانه
لا أريد العودة إلى حظيرة الأرانب؛
اعتدت اقتسام جسدي مع الذئاب
بينما روحي الفاسدة تذوي
في جحر يضم رفاتي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى