د. معاد كريفش - الشعر في زمن الوباء

تساءلت هذا المساء
هل من مكان للشعر
في زمن الوباء
و أي موج يحمل هذا القصيد
و على أي شاطئ ترسو
حروف هذا النشيد.. ؟
من الشرق.. يهب البلاء
جيوش تحاصر قلعتنا
قيامة هادئة
جيوش تتربص
خلف سورنا المنهار
أي انكسار.. بعد هذا الإنكسار
وأي حصار.. بعد هذا الحصار
كان "الڤيروس" يخنق أنفاس المدينة
كنا سواسية..
كان الضوء ينسل من صدوع
في ربوع من خراب
كان قرص الشمس يغلي
في أفق من سراب
والدور سجون
و النفوس هباء
والناس شجون
والسماء فِناء
إبتداء - انتهاء ؟
هل فكرنا في الموت قبل الولادة ؟!
هل تراجع "الڤيروس"
حين هاجمناه خلسة ؟
هل تراجع "الڤيروس"
حين هاجمناه بمسدسات الماء؟!
كان الهواء أصفى من الأنفاس
و الحمام ينشر السلام
في الأزقة المهجورة
"ڤينوس" ترتفع
"ڤينوس" تلتمع
"ڤينوس" ترمق ذعرنا من بعيد
توأمنا الحار
يرتقي عاليا
فوق السحاب
والسماء... رجاء
أي حيز هو هذا الفضاء؟
يسألني طفل يسكن قلبي
لماذا تحلق الطيور عاليا.. عند المساء؟
لم لا تُعْصِر الغيوم ؟
هل السماء صحراء ؟
وهل النجوم رسوم؟
ضيق هذا الفضاء
ثلوجك في صدري
حمم تغلي
أسود هذا السحاب..
هل نضرنا في المرآة
مايكفي من الوقت
لنبصر أشكال أرواحنا بوضوح
و هل كانت مرآتنا صافية
هل كانت سماؤنا وردية بمايكفي
لينتصر في دمنا الشاعري على الكارثي
و هل كانت أفكارنا عارية بما يكفي
لينتصر البياض على السواد؟
هل جاء الوباء
لنقيس وزن الحياة بريشة طائر
و نعرف كم الفناء والبقاء مترادفان؟
ضوء يزحف في الأفق
ارتفاع دعاء
شبح يصرخ
أرواح تتساقط
مطرا في سماء
من دون سحاب
والمطر... و الضوء
موجتان تنبضان
تركضان وترقصان
أيها المطر انتظرني...
حتى أرى توهج الضوء
فيك و على شظاياك
حتى أرى تموج الضوء
على ثناياك
قطرة قطرة
ومضة ومضة
وصرخة صرخة..
مساكين نحن أم مجانين
أحرار أم مساجين
غريب هو الداء
جميل هو الدواء
طهر الأرواح..طهر القلوب
وهل ما يزال من الشر ما يكفي..
لتندلع الحروب؟
"ڤينوس" ترقب بأسنا من بعيد
"ڤينوس" ترقب ضعفنا من بعيد
"ڤينوس" تشرق..
"ڤينوس" تغرب..
"ڤينوس" تكتب حروف هذا النشيد.

م. ك 2020

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى