فيصل سليم التلاوي - على اليرموك

وقف الشاعرعلى الضفة اليتيمة لنهر اليرمـــوك فليس إلى ضفته الأسيرة سبيل، قريبا من التقائه بنهر الأردن فكــانت"الجولان " أمام ناظريه شمالاً وبحيرة" طبرية" على مرأى بصره غرباً فقال هذه الأبيات:

وقــــفت مُطأطِئا عُنُقاً وهامــــا = ودمعُ العين يغلبني سِجامــــــا
وأرسل نظرتي فتعود حيرى = ونارٌ في الجوى زادت ضرامــا
على اليرموك قد ناخت ركابي = و أرسلت التحية والسلامـــا
إلى " الجولان " منكسراً أسيراً = ولوبِعُلوِّهِ طـــــــال الغمامـــــا
فما ردّ التحية لهف َ قلبي = أمن خجلٍ تُرى عاف الكلامـــــا؟
ولاحت أخته في الغرب تزهــــو = بزرقتها فزادتني هيامـــــــا
فقلت وعبرتي تنثالُ حــــرَى = ونار الشوق تضطرم ُ اضطراما
على" طبـــــــــريةٍ" مني سلامٌ = أحمله ُ النوارس َ واليمامـــــــــــا
لهذا الحســـــــن عن بعد تبدَى = وكفك بعدُ لم تمط اللثامــــــــــــا
على أعتابها قد هام قبلـــــي = "أخو حلبٍ" وطارحها الغرامـــا
وغادرها إلى كافـــــور يسعى = كحاطب ليلهِ يخشى ظلامــــــا
رأيت " الحمة " العفراء دوني = ببطن الواد تأنفُ أن ُتضامــــــــا
يكبلها من الباغــــــي سياجٌ = و فوق جبينها يحثو الرغامــــــــا
تطاول بيننا حَــــدٌ وجـنــــد ٌ = وقالـــوا:- لا تُطل فيها مقامـــــا
وقوفك ريبــــة ومثار شكٍ = فهذي الأرض قد صارت حراما
على أبنا ئها، وغدت حــلالاً = لغاصبها فـيـــــــــوسعها انتقاماً
إلى " حرمون " قد يممتُ وجهي = وفـــــوق الرأس قد عقد العماما
أيا شيخ الجبال فدتك روحي = أسيراً قد وقفتُ له احترامــــــــا
يلوم وحـــوله الاّذان ُصمٌ = فلا يدري لمن ُيزجي الملا مـــا
وحلتْ خلفه " حوران ُ" نشوى = ضفائرها مُذَهبَة ً تسامـــــــــى
تداعب سهلها أمواجُ قمح ٍ = فتغمره رواء وانسجامــــــــا
تألق وجهها الحنطيُّ صيفاً = وأشرق ثغرها الزاهي ابتساماً
وقفت ومِلءُ نفسي همهماتٌ = من التاريخ أذكُرها لمامـــــــا
تحفزني وتلهمني ولـيـــــــدًا = وتسمعني النشيد المُستهامــــا
أطير لوقعه طرباً وشوقــــــاً = وأنشدُ لحنه ُعاما فعامـــــــــا
"على اليرموك قف واقرا السلاما" = وقلَد فوق جبهتهِ وسامـــــا
فخيل الروم قد نكَصَتْ عليه = وولت تذرع الأرض انهزامـا
سل" الواقوصة " الحمراء عنهم = وكيف تجرعوا الموت الزؤاما
وسل " حطين " عن نصر مبين ٍ = أعز الله فارسها الهمامــــــــا
فليت الناصر المنصور فينا = وليت خيوله تطأ النيامـــــــــا
فيصل سليم التلاوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى