محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - ها انتِ مثل الكل تخافين النهاية

ها انتِ مثل
الكل
تخافين النهاية
يُطاردكِ شبح الانتهاء
تلعبين
ضد حتمية الوجود
لعبة الغميضة
او عودة الفصل المُسافر في سهوب الوقت
توزعين
مواسم التزويج
للاشياء حولك
تُريدين أن تنمو البداية مرة اُخرى
تكرهين الانتهاء
وانا مريضُ بالعدم
وجهي فراغ
ويداي بوصلةُ تُشير الى قيامة تنال من صلواتنا السرية
في الليل الخريفي
شبقي مؤقت
مثل رائحة الموسيقى
في ختام الحفل
شبقي
جريح
لا يُجيد مداعبة نهديكِ حين يخاطبان حقيقتي المتسلطة
هذا الذكوري التقدمي
هذا المُحاصر بالخسائر
بالمحطات التي تجمع حقائبي قبل أن أنوي الرحيل
هذا الممزق
مثل فستان القصيدة في الحروب
هذا المسافر
بين رصاصة
وطفولة تحيل تاريخ المدينة الى خراب
هذا الآن
المغرور حد الركعة المليون لألهة النهاية
اترين
كم ارهقت ميلادي
وامي
وما تبقى من صراخ ابي
ضد الخبز
والوطن الحقير المستبيح بطوننا الجوعى
والمستباح من فخذه
ومدائن الرغبة الدفينةِ فيه
اترين
في وجهي الطريق ؟
هل ابدو حقاً فارساً من عهد رومانيا القديمة
هل ابدو
نبيلاً في البكاء
الأنني قطبت جرحي بيدي
وخلعت اسنان الحقيقة دون أن ابكي خواء المعنى في
ألانني
جربت قبري
قبل أن تلج النهاية من مؤخرتي
تخوزقني
بتهمتي الاولى
" مُهرطق يحشو القصيدة بالرصاص "
" فاجرُ يضاجع انثاه على مرعى الكنيسة والمساجد وانبياء الشهوة والعورة المريضة "
" مهربُ للحكايات
عبر فجوات التواريخ المتسخة ببراز ابطال تعرو للسلاطين ثم امتهنوا انتهاك الاسطر الاولى ، لما اسماه اجدادي سِير "
هل ترين
لا شيء حقيقي
مثلنا
نحن ضباب
ستهب ريح الوقت حتماً
ولن نكون سوى روائح سيئة السمعة
ولن نكون سوى
مقاعد
فارغة
ودافئة الجلسة الحميمة
و في امتصاصِ الذكريات
او اشباحاً
كلما
داس عاشقان ظلاً لنا
نصرخ
لنفزعهم
فيركضوا
تاركين القُبلة وحدها في العراء
لكنها تفهم
بأن الضوء ينام على ظلٍ قديم
والظل
حصالةُ للذكريات
لن نكون سوى هذا المساء
ربما
خرجتِ انتِ الى المدينة
فاشتبهوا فيكِ حمامةَ
فاصطادكِ احمق ليعد لوحدته عشاء
" انظري كيف تطعم المدينة وحدتها بالفراشات والحمام "
ربما قرأتُ نصاً
سيء المعنى
فغادر حانة الدفتر ممسكاً سيفاً
ومزقنا
واصبحنا حكاية من الحكايات الغبية عن الغرام
ربما
جالسنا شيخاً ما
وكان ذاك الموت منتحلاً وجه الحكمة
فاستدرجنا نحو فضائه الليلي
وعلمنا
كيف يمكن للفراغ
أن يكون حقيقةُ
تعلو على كل الحقائق
لا شيء حقيقي
النهاية بدايةُ لشيءٍ ما
ربما كان الربيع منشغلاً في غرفة سيدة
يُحصي مفاتنها
ليعرف
كم مساء سيكفي حتى تنطفئ رغباتها
ربما
هو في الطريق إلينا
اوقفه شرطي الأمن
بتهمة التعري الفاحش العطر
ربما
هو في قصيدة يملي سر الصمت بين مقطعين
في معزوفةِ
كانت تضج بالتناقض
وبالاحاديث " البلا معنى "
او ربما
جاء المدينة
فراى الصبية يأكلون احلامهم
ويدخنون
مشاهد الموتى ، وصور الجنود الراقصين على نعوش ابائهم
فمزقه ورده
فتياته
وحمل الشتاء ورحل
الى مدينةِ اخرى فحسب
فلا شيء حقيقي
سوى الآن
وما تبقى
غباءُ كامل التكوين
فلا ترسمي
هنا اكثر
من الآن

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى