فوزية العلوي - حتى اذا جاءني قددت قميصي

ارتب خوابي الماء
حتى اذا فاح عطر الطين دعوت القمر
انزل ايها الابدي
ياصاحب عمامة الضوء
واتكئ ها هنا عند جدار الكلس
وتبسّط
تبسط كما يحلو للغرباء ان يناموا
في حضرة جدار بلا اهل
اجلس معافى من سلطتهم
بعيدا عن عيون الزئبق
عنب كفي لقاء
مازلنا لم نشرب حلاوته
وغناء قلبي
تعتعه الشغف اه على زليخا
كيف نثرت بؤبؤ عينيها على الدرب
وانا التقط زيتونها الفرعوني
كي اعد لك وليمة الغياب
مقبول عذرك اذ رحلت
ومقبول قلبك اذ كتبت
على طبق الزجاج او الياقوت
بعضا من ذكرى حبيب ومنزل
وانت الحبيب الذي لم يبلغ الارض
ولا طوحته الريح ولا التقى غزالة روحي
ولا حطت قوافله هنا
بين قافيتي وهشاشة عظمي...
موت غيابنا والتابوت لو ضمنا نشرنا
وحوّلنا الاجداث صخبا
وشواء واكوابا من فضة
وقوارير يمور فيها ماء الخلد
اه ما احلك الدرب بين كفيك وكفي
وما اصعب خرس اللغة
اذ اود ان اقول ولا اقول
و اقطف كل عراجين الغواية في المجاز
واترع جفان الجن في مملكة سليمان
بما عتّقت من راحي....
سليمان الريح
هل لي بها ليلة او بعضها
استحيل رخمة
او انثى رخ او آية تطير بلا نبوءة
نعسكر قرب النهر
ولا نأبه للجثث الطافية ولا للبوارج
التي تحمل الموت المرقط الاخضر
مالنا والموت
ولنا في شامة القلب عنب ونواطير
ولي بين ضلوعك مراجيح
لم انعم بطفولتها....
تاتيني صبيا
آتيك رماّنة مفلّجة انضجها الخريف
وإجّانة ملأى بأسرار الكناية والمجاز
تأيني رجلا
اتبعثر أمامك قصيدة حرة
لا اثقلها وتد ولا حفّت بواديها اسباب
آتيك بلا نسب ولا فخذ ولا قبيلة
سبية جزوا من شعرها ميلا
فنبت ميل
ربطته في ذيل الوقت فطار بها اليك
موشحة بالودع الجبلي والحصى البركاني
والزبرجد والياقوت
وشهوات التوت من عهد ادم الى ديوجين
لا شيء احتاج اذا حللت
غير الارض المسطّحة وقصب السكر
وموّال الرعاة الهائمين
لا شيء اشتاق من الارض غير شبرين للقيا
وشيء من الخبز الذي رايت بين يديك
في منام لا ادري فيه الحد الفاصل
بين الحلم والعلم
الخبز ميثاق غليظ
وانا ساعجن ما تبقى من زمني
كيما اوزعه على طيور البر والبحر
او اذا شاءت اكلت من فوق راسي
لكني سالقاك قبل الصلب وبعد الحرب
وقبل الحب وبين الحب وبعد الحب
واقد قمصان الكناية كلها
على نحو لا شهادة فيها عليك ولا علي

فوزية العلوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى