مازن جميل المناف - الليلة الاخيرة (سرد تعبيري)

الهاتف الغبي يرن في الخارج يذبح بقايا ظل في حديث يعلق بالضفائر، يشدني اغتراب واصفرار ممزق, يلطخ البؤس خطيئته المرة, ما اسهل الود وترف الحب في مخدع يتقيأ اكاذيب مفتعلة لترحل بعدها اطياف ناعمة مطعونة على جنب قدر ضائع يقضم من اغواره ذكرى مسعورة, يتناول سجائر بنكهة الافتراس وارهاصات تلف في يوم سخي وراء رقصة مارد, تحول كل شيء بعجالة الى طفولة مترفة في توسد متمرد عالق على سياخ خرائط الخراب, يلوك الحلم الليف على اوتاد البراءة بصورة بائسة, يا ولهي المغادر. يا مولاتي الطريدة انا تاريخ بلا مأساة ولا ماضي. كم كنت نزقا وانا غارقا في احلامي الوقحة حين يهدد من عمري ذلك الانين في ابعاد دهاليزنا الملتوية , انعزلتُ عن ذاتي لأجد ذات عابرة كغيمة هربت في فضاء مسافر, تمحو حقيقتنا القابعة على ارواحنا الطرية, تتصفد الايادي في خلاص ركنها البعيد, واخيرا وجدنا الخلاص ملاكاً على افواه الجياع بأغاني نرجسية على بقاع ارض مرصوفة بهياكل اصواتنا الحمقاء لأمنح لصغار النوق مذاقا حلواً. هكذا اؤدي فريضتي ورقصتي الاخيرة معاً على مبادئ الاقنعة الزائفة, مازال الهاتف يرن وانا اصغي الى المحادثة, ابرر الاشياء بالأفكار الصدئة, يا للغباء النقي, امضغ الحروف بلغة التأتأة كل صباح اتذوق طعماَ من اسماء عديدة في مهرجانات الرقص بكاس هرم واحتضار وليد, يتمزق كل حرف على مائدة الصعاليك في ذهول, تتمرغل قهوتي في شؤم وضجر نرتشف ذلك البخار بلون قرمزي وينتحر في بؤس محاصر في عقده الأربعين, يدفن في قبو صمت الحناجر ودوار الفراغ ونسل الافاعي ببراءة عاهرة تتحدى ضباب القطب الشمالي بأظافر هشة, ومرة اخرى يتقيأ هاتفي صوت الشرف ليروي جفاف الحرمان تحت رحمة الوحل الاسود, حقا انها النهايات في جرح اضلعي بقيود ملونة وزمن يرتحل, يموت ذلك الصوت على ارض بكر يلاحق في تمتمة الفواصل انها الليلة الاخيرة ها انا الآن بلا زيف وحوادث مبتذلة يشع مكنونها الازلي بشراهة على ضوء نهايات اطراف شمعة في اغوارنا الكئيبة لتذبح رنين خطوط هواتفنا في ارتحال حبات مطر في يوم مزدحم, ها انا ارثي نفسي في دوار رأسي المتخم وارثي ليلتي لأصغي لتمتمات الحديث العاقر وجوابي الطويل علي تروق لحظة مخاض, موسيقى الجاز اجتاحت محيطات حلمي المذبوح وملوحة وجوهنا المكفهرة من رائحة العقاقير بلونها الاحمر القاتم وطعمها الحنظل, كأننا نحتسي اخر مصير في جياع النوارس ليتعرى اللون بشكله الفاضح لنأكل بعدها خطايا الفجر, تتعرى في مخاضها اليتيم وتلد الف الف مولود دون مشيمة ونسب في مأتم بلا نحيب او عوي يترنح, ما اسخف ليلتي حين لا اجد من يؤنسها ليتمزق جبيني الاسمر, يصغي جرحي ونبضي كلاهما في ازمنة الالم, ترتعش الاصابع الرطبة لتسحب كفن الموت المنتظر في ليلة هوجاء لانتحر بلا اتجاهات او مكر .






تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى