رحو شرقي - شيء ما سيحدث؟!.. قصة قصيرة

نهض من فراشه بإعياء، يرفع يديه للأعلى، ويتثاءب بعد ليلة طويلة مع عالمه الأزرق ومتصفحه قائلا:
أشعر أن شيئا رهيبا سيحدث!
سمعه ابنه الذي يدرس بقسم علم النفس، وهو متوجه كعادته إلى الجامعة صباحا.
خرج إلى النادي مع أترابه لفترة استراحة، وانزوى في غير عادته إلى ركن يحتمى بالصمت المطبق، سرعان ما ذابت حيويته المعهودة.
اقترب منه صديقه مستفسرا عن حالته... فرد عليه قائلا :
أشعر أن شيئا ما سيحدث..
عادا إلى المدرج رفقة الطلابؤ وساد جو من الرهبة، الخوف ، القلق، بعد انتشار الخبر داخل الحرم بين الطلاب كالنار في الهشيم.
بدأت حالة الترقب يصحبها الفضول!... نشر أحد الطلاب على صفحته الفايسبوكية عبارة بخلفية حمراء " شيئا ما سيحدث"
عقب وقت قصير بدأت الردود والتعليقات تتوالى على منشوره...كتب أحدهم " نعم أنت على حق"
وعلق آخر " منذ مدة وهذا الشعور لا يفارقني"
أما آخر كتب أيضا " الله يجيب الخير" .
سرعان ما تجمع الطلاب عند مدخل الباب الرئيسي للجامعة يستفسرون ما الذي سيحدث ؟!
وفي الوقت الذي كان فيه معظم الطلاب يشغرون الممرات وجزءا هاما من الطريق العام، مر أحد الشباب يستعرض عنفوانه في سيارته بموسيقاها الصاخبة لعله يغنم بابتسامة فتاة جامعية، وفجأة صرخ مرافق صاحب السيارة... آه.....ماذا فعلت !؟.
خارت قواه، وترك المقود ماسكا برأسه قائلا : ...ياويلي ...ياويلي ، لم أقصد...!
في اللحظة التي تهشم فيها رأس الطالب المسكين ، الذي مازال مصمما أن يعرف "ما الشيء الذي سيحدث " حينها، هاجت أمواج من الطلاب، يصرخون بصوت عال، دم الشهيد ...دم الشهيد....
بعدما أُحرقت سيارة ذلك الشاب، و أغلقت كل الممرات..! تصاعدت إلى السماء غيمة سوداء من دخان العجلات المطاطية، لتعم الفوضى...!
كُسر زجاج الواجهات, وعلقت الدراسة إلى أجل غير معلوم، بعدها جاء ذلك الممثل الطلابي وأعلن الإضراب.
وفي المساء، عاد ذلك الطالب إلى البيت، سأل أباه قائلا: أسمعت ما الذي حدث ؟!
رد الأب قائلا :
أنا لم أقصد، كان مزاجي سيئا للغاية, فقلتها هكذا ....وانتهى الأمر.
___________
خميرة ماركيز

رحو شرقي / الجزائر.
  • Like
التفاعلات: صديقة علي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى