فيصل سليم التلاوي - سبعون عاما.. شعر

خمسون عامًـــا يا أخيـّـهْ أرنو لطلعتــك البهيـــــــهْ
وأخـــــط ألــف رســالــةٍ في كل صبـح أو عشيّــه
طال انتظــاري، لا يـــدٌ من وجدها تزجــي تحيــه
قـــيــسٌ أنا يا حلــوتي يرنو لليلــى العامريــــــــــه
قد جئت أقبس قبسةً من وهج ناركم الدفيــــــه
هي نظــرةٌ لو بعـــدهــــا أعشى وتُطفــأ مقلتيّــــــه
ما شفني ندمٌ ولاستقبلها نفسي رضيـــّـــــــــــــــــه
وسألتها : من أين هذا الحسن والريح الزكيـــــــــه
من أين أنت؟ سحــرتني قولي بربــك يا صبيــــــه
من أيّ أرض تنبت القامات من عز رماحًا سمهريه
زيتون هذي العين، نرجسها، ونظرتها الأسيـــــــه
"مرج ابن عامر" في الخدود ولون حنطته الشهيه "1"
وجمعت سحــر "دليلـــة" جنبًا لطهــر المجدليــــه
قالت: أصــبــت فإننـــي يا سائلـــي بنت القضيــه
في ساحة الأقصى ولدت وصنت جيرته الهنيــــــه
ورضعت من عنب الخليل، نقشته في ساعديـــــــه
بنت الروابي الخضر تعبق زعترًا أو "ميرميــــــة"
وكبرت تحرسني الشمائل والخصال اليعربيـــــــه
وحفظت أشعار الحماسة والقوافي العنتريــــــــــه
وهتفت حتى بُحّ صوتي بالأهازيج الشجيـــــــــــه
وأحلت كل هزائمي نصرًا وأمجـادًا أبيــــــــــــــه
ورأيت خيل الروم داستني حوافــرها الشقيـــــــه
وشهدت رايات المغول وهول زحف البربريـــــه
ولقد حززت ضفائــري لأذيقكم طعـــــم الحميّـــه
وصنعت منها للخيول أعِنَة النصر القويــــــــــــه
وصرخت ملءَ فمي فلسطينية نادت أميــــــــــــه
ورنت لرايات الجهاد وللسيوف المشرفيـــــــــــه
وهفا إلى حطين قلبيَ، بل لخيل القادسيــــــــــــه
وسخرت من هذا السلام وجدته أدنى مطيــــــــه
ورأيت فيه مكيــدة لا تنطلي أبــــدًا عــــليّـــــــه
لين الملامـس يختفـي في الناب منها ســم حيّـــه
سبعون عامًا والقرابين المباركة الزكيــــــــــــه
ودماء أحبابي تسيل ضحيةً تتلو ضحيــــــــــــه
نهرٌ من الدم والدموع أغوص حتى ركبتيـــــــه
هذا دمي وتقاتل الجلاد حتى مقلتيــــــــــــــــــه
فأنا فلسطين التي لم تحن هامتها العليـّــه
كل الغزاة مضوا وعكا درعها أبدًا عصيـّـــــــه
سل عنه نابليون تعرف خزيه كل البريـــــــــــه
إذ رده "الجزار" مدحورًا وهيئته زريــّــــــــــه
بئس السلام فتاتهـــم والسلم سلــم البندقيــه

فيصل سليم التلاوي

"1" مرج ابن عامر: أشهر سهول فلسطين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى