حسين عبروس - ضيعة الحلم... - شعر

يا ضيعة الحلم في أقصى مواجعنا - بعض الهوى من وجيع القلب ينفردُ
ما كنت في فتنة الذكرى مُفارقها - فكيف تُخفــــى بقـلبـي نسـمـة تَفِــدُ ؟
تلك الأماني هنـا طيف يعاودنـي - شـوقا علـى أفقـهـا قلـب هنـا ويــد
و بـوح نجـوى بلا حدّ يسافر بي - أنّـى رحلـتُ بأشـواقـي يـرفّ غـدُ
ما بين قلبي وغيم الكون يسكنني - حلـمٌ و تسـهاد مــدٍّ غـامـضٍ مَــرِدُ
أشكو إلى الله طيفا بات يقلـقنـي - و بـتّ فـي حـيرتـي أدنــو فيبتـعــدُ
أهـدهد الليل علّ الليل يحملـني - فـي مقلـــة كان مـن أنفاسهـا الأمـدُ
أقلّب العمر مذ كان الهوى نسبـا - أشقـى بهـا و لهـا مـا ضمنـي وَجَــدُ
ذا مهد حلم الصبا مستشرف أبدا - إن أسأل العمـر عـن مرسـى بها بلدُ
إن قلت يا قلب اكففْ عن مواجعها - جـاء الجـواب بـلا مـنّ هـنـا الكـمــدُ
تلـك الديار أراهـا مـوردا ونــدى - فـي أمسهــا غــرّدتْ للــه تستنــدُ
تعلو على النائبات في سنا وعدها - إنّــي بها ولهـا صبّ بمـا وُعِــدوا
يا ضيعة الحلم ذا حلـمي وذا ألمي - كيف البِعَـاد وحرّ الشـوق يُعتمـدُ ؟
كـلّ البحار يميـل مـوجهـا طـربـا - وموجتـي مـدّها مسترسل حَشِـدُ
ما بين أسري وحلمي اشتكي ألـمي - والـدار نـازفــة وحـرّهـا صـهــدُ
تلك الليالــي تعيــــدني إلـــــى زمن - قـد كان من سفر ذا فجره الخلـد
والقلب وحدـه يدري ما يفي وطــني - من ذكريات الهوى وبوحها مددُ
والبعد يأسرني والوجد يفضحنــــــي - شوقا إليها وما في حضنها بلـدُ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى