د. سيد شعبان - من ذكرياتي.. رمضان في مطروح!

زرت مطروح مرتين الأولى كانت في عهد الثورة فرأيت فيها الحرية ماثلة لا تخفى ،أما في العام الماضي شاء الله أن أقضي الشهر كله إلا يوما واحدا ،منتدبا في أعمال الثانوية العامة،كانت مدرسة الشهيد أحمد عبدالكريم الثانوية العسكرية موضع عملي،ذهبت بالحافلة قبل الشهر بيومين،ولأن مطروح تجذب إليها المصطافين رغم أن الشهر صيام،على كل أضافني قريب لي وكان نعم المضياف،سمحت لي الفترة أن أتجول في المدينة،مساجدها الشهيرة " المسجد الكبير، مسجد الفتح،ومسجد العوام،ومسجد عمر المختار الذي يقرب من استراحة المعلمين بمدرسة عادل الصفتيي شواطئها : روميل وعجيبة والغرام،وأما شوارعها: علم الروم واسكندرية وأسواقها: سوق ليبيا،وأما ،أهل مطروح فهم يرتدون في أغلبهم "الجرد" فكأنما سيدي عمر المختار يمشي بيننا،قابلت رجلا طاعنا في السن ومن عادتي تقصي الأخبار فقال: إنه سمع من أبيه أنه رأى عمر المختار،وفخر أنه سنوسي مثله من المنيفي،تشعر أنك بين العرب الأوائل في سمتهم ووقارهم،لغتهم العربية المشوبة بلكنة البدو،كان معنا رجال من واحة سيوة فأسمعوني بعض كلمات من لغة الأمازيغ،شعرت بأن ثمة عالما وجب علينا التعرف عليه،الجمال الذي تعيش عليه المدينة،رائحة البحر التي تخالط الهواء،أما مشكلة الماء العذب فهي أزمتهم التي يتحايلون عليها بطرق منها: تخزين ماء المطر،فتجد الباعة ينادون" ماء سما"،وقد يعمدون لاستخدام ماء البحر المحلى،أو تجد قارورات الماء تباع في المحلات،التمر والزيتون خاصة من واحة سيوة طعام وافر،المظهر الزاهي بسيم الصلاح والتقوى،ولرمضان في مطروح معنى مميز فالناس هناك يعظمون الهدي الظاهر رجالا من لحى وثياب بيضاء قصيرة،ويلقي بعضهم على بعض السلام،والنساء ملتزمات بالزي الشرعي،ويدير أمور الناس : العمد والعواقل،ويحترفون الرعي في الصحراء فأغنامهم من شياه برقة،وطعامهم المفضل منها ومن الإبل،والأسماك هناك طيبة، ،أتاحت لي الفرصة أن أكتب قصصا قصيرة،كانت البداية بقصة " بائعة الجبن" دارت أحداثها ما بين قريتي ومحطة القطار،وفوق عربة الحمار " الكارو" كانت تدور حبكتها،توالت قصصي القصيرة،نشرت مجموعتي القصصية أبوسويلم،ودوار الهنادوة ،وباب المغاربة،ومن ثم جرى القلم بهذا الفن المحبب إلى نفسي!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى